الخدمة المسيحية ببساطة الروح

[ريمون أنيس]

الخادم الذي يستقي علمه ومعرفته من الكتب فقط صعب عليه أن يكون بسيط الروح، لأن معرفة الكتب علم والعلم ينفخ،
ولأن إتقان الفهم وإتقان الشرح في الحدود العقلية ينشئ عند الخادم غروراً ومباهاة بالمقدرة الشخصية، وينشئ عند
المخدومين تعلقاً بالخادم واندفاعاً في حماس وجنون لتقليده والتشبه به فوق المطلوب: «وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله.

وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة، لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله» (اكو ١:٢، ٤، ٥). الذي ينجذب إلى بساطة ملكوت المسيح، فإنه من بساطة الروح، يأخذ ويتكلم، ويدعو الناس إلى البساطة الحقيقية التي يعبر عنها المسيح بضرورة العودة إلى الطفولة حتى يمكن الدخول إلى ملكوت الله.

الذي يخدم بإتقان الكلمات معتمداً على أصول المعرفة البشرية أكثر من تلقين الروح القدس، فإنه يضلل الخراف عن الطريق المؤدي إلى الملكوت ، ويعطل عمل الصليب، لأن الخراف ستتعلق بالخادم وتتوكأ على معرفته، وبذلك يسلب الخادم حق المسيح.


من أجل هذا يلزم، مع الاعتماد على بساطة الروح القدس، أن يحاول الخادم أن يخفي مواقف الكرامة ما أمكن، يلزم للخادم أن يتراجع ليتقدم الروح القدس وأن يختفي ليظهر المسيح وحده. على الخادم أن يتيقظ دائماً ليقيس الكلام والآراء التي يعلم بها على متطلبات الروح القدس وصفات المحبة حتى لا يقع في فخ الحكمة البشرية والآراء الشخصية: «لأني لا أجسر أن أتكلم. عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي...» (رو ١٥: ١٨).