رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرح الرب يختلف عن فرح العالم الطبيعي: يتحدث الكتاب المقدس عن فرح الرب الذي هو قوتنا، فالفرح في الروح القدس هو الهدف الذي يريدك الرب أن تحيا فيه. هناك مبدأ كتابي هام يجب أن تعرفه وهو: إن الفرح بسبب أحداث جيدة أو جميلة ليست تلك هي مشيئة الرب كما إن الفرح بسبب سقوط الأعداء أيضًا ليس بحسب مشيئة الرب لك. حين فرح التلاميذ لسبب خضوع الشياطين لهم لم يثني الرب على هذه المشاعر رغم أنها مشاعر فرح ونجده يقول لهم: “وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ”. (لوقا ٢٠:١٠). أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ”. (فيلبي ١:٣). نجد بولس الرسول يتحدث إلى أهل فيلبي مُحفِزًا إياهم أن يستمروا فرحين لأنهم ساكنين في هذا الإله وأن يحيوا حياة مُسيطرة هنا على الأرض. حين تُضرَب بالحزن فأنت تسقط وتقع من الداخل ولن تستطيع أن تغير الأحداث بينما أنت في تلك الحالة. يوضح الكتاب أن كلمة “افْرَحُوا” تعني استمروا في الفرح واسعدوا أنفسكم لأنكم في الرب، فالشخص الذي لا يسير في الفرح هو لا يسير في التأمين والحماية. كما أنك لن تكون فرحًا ومُبتسِمًا بينما تحمل بداخلك مرارة من شيء أو شخص ما، واعلم أن الشخص الممتلئ بالفرح يتسبب في فرح وإسعاد الآخرين من المحيطين بمجاله، فالكتاب يتكلم عن أن الشخص الفَرِح يكون شخصًا مُعديًا للآخرين، بالتأكيد قد يقبله الكثيرون أو يرفضونه ولكن هذا لا يُغيّر من واقع الأمر شيئًا وهو إنه شخص مُعْدي للآخرين. “نُورُ الْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ الْقَلْبَ. اَلْخَبَرُ الطَّيِّبُ يُسَمِّنُ الْعِظَامَ”. (أمثال ٣٠:١٥). “نُورُ الْعَيْنَيْنِ” تعني مُنتَجَ القلب، وفي ترجمة أخرى وردت: “الذي قلبه مسرورًا وسروره ظاهرًا في عينيه فيسر الآخرين”، فالمُبتهِج دائمًا يحمل العدوى للآخرين، والعكس صحيح أيضًا فالشخص الكئيب يعدي الآخرين بالكآبة، وأحيانًا يتضايق الشخص المُكتئِب حينما لا يجد المحيطين به مكتئبين مثله أو إن كانوا فرحين، فيحاول أن يطفئ فرحتهم كمَن يحاول أن يجعل الآخرين يركبون نفس المركب الذي يركبه هو بدعوى أن لابد لهم أن يُقدّروا مشاعره. ألم يقل لك شخص ما مِن قبل إنه يحب وجودك وإنه حين تكون غائبًا لا يطيق مكان العمل على سبيل المثال في غيابك؟ الحقيقة أن وجودك له تأثير مُسِر علي قلب هذا الشخص وهو لا يعرف كيف يعبر لك عن مدى تأثره بمجالك الروحي الممتلئ بالبهجة، فهذا تأثير عالم الروح. إن الفرح ليس سعادةً وضحكًا دائمًا ولكنه اتجاه قلبي انتصاري، هو مبادئ إلهية مُطبَّقة ترى الحياة كما رآها داود حين قال لجليات: “هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا”. (١ صموئيل ٤٦:١٧-٤٧). قال داود هذا رغم أن جليات -كما تذكر المراجع اليهودية القديمة- لم يكن شخصًا بشريًا طبيعيًا بل كان كائنًا هجينًا نتيجة تزاوج أرواح شريرة مع بعض بنات البشر؛ “كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ”. (تكوين ٤:٦). كان جليات يمتلك قوة خارقة، لكن داود كان يراه كشخص ليس له عهد مع الرب يهوه، هذا هو الانتصار الذي حين تتعامل به تغلب في الحياة، هذا هو الفرح، هذه هي الثقة التي تجعلك تتعامل بجرأة في الحياة، فالفرح هو اتجاه قلبي وتفكير عمدي، أن تتحرك بانسجام مع الروح القدس الذي هو فَرِحٌ دائمًا. |
|