رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ، وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلهِ حَيَاتِي. يشعر داود أنه يتمتع طوال النهار برحمة الله، التي يوصى ملائكته أن يفيضوا بها على البشر، وخاصة أولاده؛ لذا يشكر الله على رحمته، أما في الليل حين ينام الناس، وتهدأ الحياة، يتفرغ داود لتسبيح الله الذي تعلق قلبه به، حتى شعر أن الله حياته، فيظل طوال الليل يسبح الله، كما قال الآباء "الليل مفروز للصلاة". فداود يصلى لله نهارًا وليلًا؛ لأنه حياته، فهو في النهار ينتظر رحمته، وفى الليل يسبحه على هذه المراحم. الليل يرمز للحياة التي نحياها على الأرض؛ إذ هي ظلمة إذا قيست بالأبدية، حيث لا نرى الله، إلا كما في مرآة كما قال بولس الرسول (2 كو3: 18). وفى هذا الليل يسبح داود طوال حياته. أما النهار الذي يرمز للأبدية، فينال فيها داود مراحم الله، الذي يوصى ملائكته أن يمتعوا حياته بها. النهار يرمز أيضًا للحياة في نور الله، فيعضد الله أولاده بمراحمه في جهادهم ليكملوه، وهذه المراحم مستمرة طوال النهار. أما الليل فيرمز لحروب إبليس الذي يريد أن يسقطنا في الخطية، والتي أثنائها لا نرى الله، كما في وقت النهار، ولكننا لا نوقف تسبيحنا لله؛ لأنه حياتنا الذي لا نستطيع أن نحيا بدونه. |
|