رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مدّ يسوع يده ولمسه
صلاة البدء يا ربّنا يسوع، نرافقك إلى البريّة، إلى هذا الإنسان الذي استبعده الناس عن جماعتهم. نرافقك إلى حيث يقيم إنسان منبوذ. جذبك إليه ومرضه يجعله نجسًا، فجذبته إليك فجاء متوسّلاً ساجدًا. لا تريد أن يبقى أحد خارج حظيرتك. فشكرًا لك، يا ربّ. قراءة النصّ مر 1: 40- 45 نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية: إذا استبعدَنا الناس، هل نعرف أن نذهب إلى يسوع الذي يستقبلنا أي استقبال؟ ونحن، هل نستبعد الناس بسبب مرضى اختلاف في الدين والعرق والطبقة الاجتماعيّة؟ هل ننسى أن على وجهنا صورة الله، وكذلك على وجه الناس المعذّبين...؟ دراسة النصّ حسب آ 28، وصل حيث يسوع إلى جميع أنحاء الجليل. أما في آ 45، فوصل حينه إلى كل مكان: كان يعلّم ويطرد الشياطين (آ 39)، ويشفي المرضى. كان لقاء، وطلب شفاء يتمّ بلمسة يد حنونة، وكلمة فاعلة تدلّ على إرادة الله التي تفعل ما تقول. قال يسوع: أريد فاطهر. وفي الحال طهر. تلك هي قدرة يسوع التي ما زالت تفعل في عالمنا. أين تمّ اللقاء بين الأبرص ويسوع؟ في الجليل. ولكن، أين بالتحديد؟ هذا ما لا يقوله الانجيلي؟ الإنسان هو أبرص. ومرضه لا سبيل إلى شفائه على مستوى البشر. هو يحتاج إلى تدخّل علويّ، سماويّ. لهذا، جاء هذا الرجل إلى يسوع. توسّل الرجل عن بعد. فلا يحقّ له أن يقترب من يسوع. ولما وصل إلى الربّ سجد له. هناك ركعة الصلب. أما هنا، فتعني السجود الحقيقيّ ومرقس يكتب بعد القيامة، ويسوع هو الربّ الذي له تجثو كل ركبة في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض. جاء الطلب ملحًا واثقًا. فهذا البرص يُبعد هذا الإنسان من الجماعة. يجعله سجين برّية لا يحقّ له أن يخرج منها. يجعله يحمل حملاً ثقيلاً لا قبَل له به. وهو بالتالي يحتاج إلى الراحة الآتية من الصحّة والعافية. لقد أعلن الأبرص إيمانه بسلطة لا نجدها إلاّ لدى الله نفسه. ما يريده يتمّ. وهكذا حين أعلن المريض أنه يكفي أن يريد يسوع شفاءه لكي يطهر، دلّ على أن قدرته تتجاوز مجرى المعجزات في العالم القديم. ثم إن العهد القديم (والعالم اليهوديّ) يعتبر أن الله وحده يستطيع أن يشفي من البرص. ومثلُ هذا الشفاء يشبه القيامة من الموت. تألّم يسوع من هذا الوضع يصيب هذا الإنسان. تحرّكت أحشاؤه، كالأم التي تتألّم لألم ابنها. ألم مادي بسبب المرض. وألم معنويّ بسبب الابتعاد من الجماعة، وفرض الإقامة الجبريّة خارج الأماكن الآهلة. وألم روحيّ. فهذا المريض هو نجس. فلا يحقّ له أن يأتي إلى الهيكل، أن يحضر أمام الله. هو يحسّ أن البشر تركوه، وأن الله تركه. ولكن يسوع هو هنا. وهذا يعني أن الله لم يترك الأبرص، بل ذهب إليه في شخص يسوع. وشفاه بيد يسوع. وكلّمه بفم يسوع. لمسه لمسة الحنان، وما اكتفى أن يشفيه عن بعد. فانغمر هذا الإنسان بالمحبّة التي هي طريق الحريّة والعودة إلى الجماعة. التأمّل نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط، فنتبع الأبرص الذي شفي، إلى الهيكل، حيث يشهد على عطيّة الله. سيلاحظ الكهنة شفاءه، ولكنهم سيمحون أيضًا كرازته. صار رسولاً باسم يسوع إلى الكهنة في الهيكل، بل صار رسولاً في كل مكان. المناجاة ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه ونتساءل: كم مرّة جاء يسوع إلينا في شقائنا؟ هو الذي يبادر، هو الذي يأتي أولاً. فلا يبقى لنا سوى الذهاب إلى لقائه. على مثال هذا الأبرص الذي تحدّى التقاليد والشريعة ليصل إلى يسوع. فجاء توسّله طلبًا للأمان، وسجوده علامة الخضوع والثقة التامّة. تأوين النصّ وجاءه أبرص. متى؟ لا نعرف. أين؟ لا نعرف. جاءه الآن. اذن، هذا الحدث يقع في قلب الجماعة المسيحيّة، في حاضر جماعتنا. فالتوسّل توسّلنا والسجود سجودنا. يا ليتنا نتحلّى بالتواضع مثل هذا الأبرص، وبالشجاعة فلا نخاف شيئًا في مسيرتنا إلى يسوع الذي بدأ يسير إلينا. فلا همّ له سوى اللقاء بنا. ولمس يسوع من لا يحقّ لأحد أن يلمسه. لمس هذا الأبرص. كان باستطاعته أن يكلّمه من بعيد. فلو فعل، لظلّ هذا الإنسان منبوذًا من الجماعة. ولكن يسوع مدّ يده، فأعاد هذا الأبرص إلى ذاته، إلى صحّته، إلى جماعة الصلاة. ولهذا أرسله إلى الهيكل. لقد صار هذا الرجل إنسانًا عاديًا. جاء إلى يسوع ففتح الطريق أمام الجميع. لهذا، ما اكتفوا بأن يأتوا إليه من نواحي الجليل، بل من العالم كله. ما جاؤوا إليه فقط من العالم اليهوديّ، بل من العالم الوثنيّ. ونحن أيضًا نمضي إلى يسوع. فهو القادر. صلاة الختام الصلاة الربيّة أو ترتيلة. |
|