رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تشعر اليوم بتعب ؟ هل تحس بتعب ٍ وخمول وضعف ؟ مهما كانت قدرة اجسادنا وخفة حركتنا ، ينتابها احيانا ً عجز ٌ ووهن . الزمن يترك بصماته علينا ، الايام تضغط علينا وتثقّل حركتنا . الطفل يقفز بكل نشاط وشقاوة ، الشاب يجري بكل قدرة وقوة . وتتراكم الايام والسنون فتقلل النشاط وتضعف القوة . ويشيخ الانسان ، ويبطئ في الحركة ، ويخمد النشاط الى ان يسكن تماما ً . هذه طبيعة الجسد الذي نسكنه . أما الروح الذي يسكننا فمختلف . الجسد يخبو أما الروح فيتجدد وينشط ويتقوى يوما ً بعد يوم . يقول بولس الرسول : " لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا." ( 2 كورنثوس 4 : 16 ) الجسد الخارجي يتعب ، يمرض ، يفنى ، يموت . أما الروح الداخلي فينشط ، يصحو ، يتجدد ، يحيا . اجسادنا بالية وارواحنا باقية . الايام تُضعف الجسد الخارجي وتجدد الروح الداخلي . توالي السنين وبذل الجهد يُرهق الجسد ويضعفه ويستهلكه . أما توالي السنين وبذل الجهد فيُعطي الروح خبرة ومعرفة وفهما ً وتجربة . كم من عباقرة وعلماء وافراد هزوا التاريخ واجسادهم عاجزة . السواعد والعضلات وقوة الجسد لا تحرّك التاريخ . العقل والنفس والروح والرؤيا هي التي تحركه . الانسان الخارجي محدود ٌ مقيد ، والانسان الداخلي منطلق ٌ حر . الجسد يتعامل مع الاجساد ، المادة ، الملموس ، الزائل . أما الروح فيتصل بالله ، الروح ، الباقي ، الابدي . حين تتعب أو تمرض أو تضعف فلا تفشل . الخارجي يفنى . ارفع قلبك وعقلك وروحك الى الله ، يتجدد روحك . الضيقة التي تمر بها وانت الجسد وقتية ٌ زمنية . الضيقة الوقتية لا تهدد روحك ، لا تخشى شيئا ً ، بالعكس بل كما يقول بولس الرسول هي " تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. " لا تنظر الى الاشياء التي تُرى ، بل الى التي لا تُرى . لأن التي تُرى وقتية ، أما التي لا تُرى فابدية . |
|