على ضوء رسالة النبي اشعيا وما كشفه من طرق وأفكار ساميّة تنتمي للرّبّ الّذي يقدم الغفران بحسب عدله، إلّا إننا حينما نقرأ لأوّل وهلّة مثل يسوع بحسب إنجيل متّى (20: 1- 16)، تُذهلنا كقراء مؤمنين نهايّة المثل الّذي يؤكد إلى ظلم ولا عدالة صاحب الكرم وهو الّذي يُرمز به عن الرّبّ. صاحب الكرم يمنح أجر مَن قام بعمل لساعة واحدة بنفس الأجر لـمَن قام بعمل لساعات متعددة! هل هذا يُعقل؟ هل صاحب العمل يشير إلى صورة الله؟ وهذا بالفعل ما نُعانيه نحن اليّوم، الظلم واللاعدالة. بالأخص في العمل، من جانب أرباب العمل الـمُتجبرين والفاسدين! هذا كله، مع الأسف، ينتمي لأفكار البشر وليس للفكر الإلهي. لذا أدعوكم أيّها القراء الأفاضل، بالتحليّ بفضيلة الترويّ، وعدم النظر لله العظيم صاحب الطرق والأفكار الرحيمة والخلاصيّة كصاحب العمل الظالم. ولا ينبغي أن نُطبق فكرنا البشري على أرباب العمل ونلصقها بالرّبّ العظيم فهو إلهنا ونحن خلائقه. سنتعرف على حقيقة الرّبّ بشكل تدريجي من خلال قرائتنا للَثَل يسوع المعلّم برؤية جديدة.