رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسرة يسوع (لو 2: 22- 40) نستمر ولكن بشكل متناقض تمامًا عما قرأناه في الإكثار والخصوبة من رجل وإمرأة، إبراهيم وسارة، وهما شيخين عقيمين فصار لهما في إسحق نسللاً وتممّ الرّبّ وعده بعد خمس وعشرون عامًأ من وعده لهما (راج تك 21). وهنا يفاجأنا لوقا بعد أنّ روىّ بشارة الملاك للعذراء بالناصرة (راج لو 1: 26- 38)، ومن جانب آخر دعة يوسف بحسب متّى (1: 18- 21) لتحقيق حلم الله فيصيرا معاونين له ببتوليتهم في تكوين أسرة لإبن الله. هذيّن البتولين، مريم ويوسف، الّذين كانا مرطبتين قبلاً، صار إرتباطهما لتحقيق حلم الله وتكوين أسرة ليسوع لينشأ بشريًا في مجتمع بشري ويتم قبوله بالمجتمع الشرقي. إذن حلم الله ليس أن يثمرا العقيمين، كما نوهنا في علاقة إبراهيم وسارة، بل أن يثمر الله مُعطيًا إبنه للبشريّة ليتحقق الخلاص. هذا بالفعل ما عشناه ككنيسة تؤمن بولادة ابن الله في الجسد ككلمة نهائية، تحمل الخلاص للبشر. هكذا مريم ويوسف ببتوليتهما الّذين إحتضنا الحلم الإلهي صرن نموذج للبشريّة فصار يوسف في بتوليته؛ الحارس على بتولية مريم، وأب بشري ليسوع ابن الله. هكذا مريم الّتي إنفتحت على المخطط الإلهي وبسماحها أنّ تصير أمه الرّبّ (راج لو 1)، صارت أمّ الابن الإلهي. مريم ويوسف لم يحققا حلمهما الصغير كأسرة بشريّة، إلّا إنهما نجح في مرافقة يسوع ليتمم سره الخلاصي. هذا الفيض الإلهي الّذي يناقض من جديد المنطق البشري، وهو مِن خلال أحشاء صبيّة بتول، تحل قوة الرّوح القدس ويولد الابن الإلهي، ككلمة إلهيّة نهائية. يكشف لنا هذا من جديد رغبة الله في قيمة الأسرة البشريّة من رجل وإمرأة. بالنص اللوقاويّ نجد الأسرة تتقدم لتُتتم الشريعة، فنحن في مجتمع يهوديّ يحترم شريعة الرّبّ، بالرغم من إنه مخطط الرّبّ إلّا أنّ معاونيّه، مريم ويوسف يعيشا بوداعة وبساطة ما تتطلبه الشريعة بالرغم من أنّ مُتمم الشريعة، يسوع، هو الّذي ينمو في أسرتهما. «ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما [يسوع وأمّه] بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ [...] دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة» (لو 2: 27. 22). |
|