رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بحبك يابلدى ...... ولكن!!!!! كانوا بيسألونى دايماً عن سر إنتمائى لبلدى ومدافعتى الدائمة عنها وسبب مهاجمتى لمن يحاول تركها ولم أكن أجد إجابة ملائمة غير لأنها بلدى. وبداخلى أقول قد نشأت فى كنفها وترعرعت على أرضها وتربيت بين أبنائها و ذكرياتى وحياتى على أرضها فكيف بالله عليكم لا أحبها. أتذكر يوم رحيلى عنها الإضطرارى- فلو كنت بكامل قواى العقلية وقتها ما كنت وافقت- ورغم أنه كان المفروض يكون يوم سعيد بالنسبة لأى واحدة مكانى إلا أن شعورى وقتها كان وكأنى بتزف لقبرى مع إحساس قوى فى عدم رجوعى إليها مجدداً. وكم نزلت دموعى من لوعة فراقها ولم أهتم بأن يراها أحد رغم أن شخصيتى الطبيعية لا تسمح لى بأن يرى دموعى أحد مهما كان- ولكن كما قلت سابقاً لم أكن هى أنا التى أعرفها- وشعرت بأننى سأترك روحى برحيلى عنها. وحينما أقمت فى البلد الأخرى كنت أتعامل وكأننى فى رحلة طويلة نوعاً ما فأنا أهوى السفر منذ الصغر داخل بلدى. أردت أن أتأقلم على الوضع الجديد وأتذكر ما سمعته عن خيرات هذه البلد التى أقمت فيها مؤخراً, ولكننى تفاجئت بأول شئ لم أكن أعلمه ولم يتطرق إليه أحد أمامى وأكتشفته بالصدفة بعد سفرى بأيام وهو أن الماء يُشترى!!. وهذا يعنى ضرورة عدم إستخدام مياه الصنبور إلا فى أضيق الحدود. ولأننى لم أكن أعلم كنت أستخدمها عادى جداً. يعنى مثلاً حين غسيل وجهى من عادتى أن أشرب من الصنبور.لكن هيهات هذه العادات تطبق فى بلدى فقط, فالماء هناك تأتى فى قوارير ومن ثم يتيح لك إستخدام الماء.. يعنى باختصار كما تكون فى مصر لكن المياه مقطوعة.. مياه الصنبور هناك ساخنة جداً لدرجة تستحيل أن تغسل فيها يديك مثلاً..حتى مياه الشرب المشتراه طعمها ماسخ مثلها كمثل كل شئ كان ينزل جوفى وقتها حتى لو كانت أطيب الثمار..الشقة لم يكن فيها أى منافذ للتهوية ولدخول الشمس بإختصار لم أرى هناك الشمس.. رغم حرارة الجو إلا أنها كانت تمطر سيول وهذا يعنى إنقطاع سلك التلفاز فأصبح منقطعة عن العالم الخارجى..رغم إنى لا أحبذ الخروج عامة ولكن هناك كنت أشعر بأننى فى سجن بالمعنى الحرفى للكلمة وانفرادى كمان.. وغيرها من الأشياء التى قد تكون بسيطة عند البعض ولكنها بالنسبة لى تعنى تغيير عام وشامل فى حياتى.. ولذلك كان من أسعد الأخبار فى حياتى قرار نزولى مصر ورغم أن غربتى لم تستغرق عدة أشهر ولكننى كنت أشعر بأنهم حيناً من الدهر .. ولم أستطع كتمان سعادتى حين تحركت الطيارة وكأننى كنت أخشى حدوث شئ يمنعنى من العودة لبلدى ولذلك أجلت أن أبتسم إلا أن تتحرك الطيارة بالفعل.. وتعرفت على الأطفال اللذين كانوا يجروا حولى, وكان الكرسى بجوارى خالى فهذا أمكنهم من الجلوس بجوارى حين يشعرون بالتعب. ومن أطرف المواقف التى حدثت لى فى الطيارة أن جاء لى طفل عمره لا يتعدى العامان وبعد ما لعبت معه أكتشفت أنه مفكرنى مامته وأنه بجد تائه.. قد كانت سعادتى تشع على كل من حولى عكس يوم سفرى لم أكن متحملة كلمة من أى شخص ولو حتى من كابتن الطيارة وهو واقف عند باب الطيارة ليقول للركاب حين مغادرتهم الطيارة فردا فرداً "حمدالله على السلامة". وأخيراً هبطت الطيارة على أرض وطنى الحبيب. وأخذت نفساً عميقاً ليدخل أكبر كمية من الهواء إلى رئتى وكأنى غير مصدقة وباستنشاقى هواءها سأتأكد بأننى على أرض مصر.. ومن أغرب مواقفى وقتها أنى كنت بسلم على أى سيدة أو فتاة بقابلها سواء اللى كانوا معايا فى الطيارة أو اللى كانوا على رحلة تانية لكن بيخلصوا إجراءات الخروج رغم إن الطبيعى فى شخصيتى لا أبدأ بالتعارف على الآخرين.. كنت أرحب بهم وأنا مبتسمة قائلة : نورتوا مصر. فردت إحدى السيدات قائلة: أنتِ مش كنتِ معانا فى الطيارة برضه. قلت لها : أيوة ... قالت: يبقى أكيد كنتِ مسافرة بقى لك كتير. ابتسمت وقلت لها: بالنسبة لى أنا كتير وكتير أوى كمان. لكم أن تتخيلوا هذا المشهد فتاة فى أوائل العشرينات وجهها مبتسم دائماً وأحيانا تضحك وهى بمفردها تماماً.. ولذلك حينما كنت أجد مجموعة من البنات مع بعض أو سيدة كبيرة واقفة لوحدها أذهب وأتعرف عليهم حتى تنتهى الإجراءات الروتينية وسبحان الله غالبيتهم لم يكن مصريات وأنا قمت معهم بدور المرشدة السياحية واقترحت عليهم الذهاب إلى أماكن كثيرة وجميلة فى بلدى الغالية. وأتذكر حين رؤية أهلى ياااه كان من أجمل مواقف حياتى..فاكرة كمان إنى يومها لم أكف عن الكلام والضحك لدرجة إنى مانمتش لمدة يومين متصلين من كتر شوقى لكل حاجة وبقيت خايفة أنام لأحسن أصحى ألاقى نفسى كنت بحلم وإنى لسه هناك.. كنت عايزة أقول لكل شارع مشيت فيه وحشتنى.. كنت عايزة أسلم على كل حد اتعاملت معاه وأقوله وحشتنى.. كل حاجة فى بلدى كانت وحشاانى جدا. وبغض النظر عن أى حاجة حصلت لى بعدها بس أنا بجد سعيدة جداً إنى رجعت بلدى تانى ومعنديش نية أسيبها تانى وأتغرب عنها مهما كانت الإغراءات وتحت أى مسمى. ------- أردت أن أذكر نفسى بأيام غربتى لأنى أعانى حالياً بعدم الرغبة فى البقاء فيها كسابق عهدى . فياريت اللى عنده علاج لحالتى دى يقولى عليه . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترنيمة: انا بحبك ياربى ايوة بحبك من قلبى (بلغة الإشارة) |
بحبك بحبك يا يسوع..اقبل قلبى أنا هدية-كل حياتى مش هاتوفى..اللى عملته عشانى |
يابلدى يامصر يا أغلى الأوطان |
بحبك يا مصر يابلدى |
أأأأأأه يابلدى |