رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكرة الدَّينونة الأخيرة، أثَّرت منذ الأزمنة الأولى، على المسيحيِّين حتى في حياتهم اليوميَّة، فكانت لهم بمثابةِ مقياسٍ لتنظيم حياتهم الحاضرة، ونداءٍ لإتباعِ الضَّمير وفي نفس الوقت كانت لهم رجاءً في عدل الله. ويعلق البابا بِندِكتُس السَّادس عشر "إنّ الإيمان بالدَّينونة الأخيرة هو قبل كلّ شيء فعل رجاء. إنَّ الإيمانَ بالمسيح لَمْ ينظر أبدًا إلى الوراء فحَسْب، ولا إلى العَلاء فحَسْب، بل هو ينظرُ على الدَّوام إلى الأمامِ أيضًا، إلى سَاعَة العدلِ التي كان الرَّبّ قد سبقَ وأعلنها مرارًا" (الرّسالة العامّة بالرَّجاء مُخَلَّصون (Spe Salvi)، العدد 41). لذلك يتوجب على المؤمن أن يستعدّ لهذه السَّاعَة الخطيرة وإن كانت غير معلومة (متى 25: 13). لذلك يطلب بولس الرَّسول أن نستعد لها بالتَّنبُّه من النّوم أي" لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد" (رومة 13: 13) من ناحية، ومن ناحية أخرى، يطلب يسوع منَّا ان نستعد لها بالصَّلاة والعبادة في صداقة حميمة مع الآب بالرُّوح القدس "تَأتي سَاعَة -وقد حَضَرتِ الآن-فيها العِبادُ الصَّادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ" (يوحنا 4: 23). وعلى مثال يسوع، نتوسّل إلى أبيه كيّ يمنحنا نعمة أن نحبّ أنفسنا فنقبل أن نخسرها في نظر العَالَم، لنحفظها للحياة التي لا تنتهي "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العَالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 12: 25). |
|