رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت الرب يسوع وبعد الصلب يأتي الموت، ونحن المسيحيين نردّد في قانون الإيمان النيقاوي: وصار إنساناً، وصُلِبَ عوضاً عنّا في عهد بيلاطس البنطي، تألّم ومات. ويسوع كان يعلم أن كلّ شيء يمكن أن يفكّر به التلاميذ ما عدا أن يموت أمامهم، وهو الذي فتح عيون العميان، وجعل العرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يُبَشَّرُونَ. لهذا نرى يسوع المسيح يُعدِّهم لتلك الساعة أي ساعة الموت، فبعد أن اعترف بطرس الرسول بأن يسوع المسيح هو المسيح ابن الله، قال لهم: أنّ ابن الإنسان بعد أن يتألّم يُقتََل. وهذا كان أوّل إنباءٍ بموته، والمرة الثانية كانت بعد التجلّي، عندما صعد بهم إلى جبلٍ عالٍ، وتغيَّرت هيئته قدّامهم وظهر لهم إيليا مع موسى، وكانا يتكلّمان مع يسوع. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم ألاّ يحدّثوا أحّداً بما أبصروا إلاّ متى قام ابن الإنسان من الأموات، فحفظوا الكلمة لأنفسهم يتساءلون: ما هو القيام من بين الأموات، ومرة ثالثة أنبأهم يسوع بموته عندما تشاور رؤساء الكهنة والفريسيون في أمر هذا الإنسان الذي يعمل آيات كثيرة وجاءت الفكرة: أنّه خيرٌ لنا أن يموت إنسانٌ واحدٌ عن الشعب، ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبّأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة. وفي السياق ذاته أشار يسوع إلى الاثني عشر عندما كان صاعداً إلى أورشليم، بأن كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان سيتم، لأنه يُسلَّم إلى الأمم، ويُستهزأ به، ويُشتَم، ويُتفل عليه، ويجلدونه، ويقتلونه. لقد تأكد خصومه أن موته كان حقيقة، فقائد المئة لما رأى يسوع وقد أسلم الروح مجّد الله قائلاً: بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً. وجاء دور يوسف الرامي الذي لم يكن موافقاً لرأي اليهود وعملهم، وكان مشيراً ورجلاً صالحاً باراً، فذهب إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع لأنه مات، وأنزله ولفّه بكتانٍ نقيٍّ، ووضعه في قبر منحوت جديد كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى. وقد شهدت نساء كنَّ قد أتين معه من الجليل، ونظرن القبر وكيف وضع الجسد. إن رسل السيد المسيح وجدوا في موته أصعب أمرٍ عليهم، وكانوا يتمنّون أن ينكروا ذلك قائلين: أن سيدهم لم يمت، ثبت موته عندهم لدرجة جعلتهم لا يصدقون قيامته حتى بعد شهادات مكررة لا بل حتى بعدما وقف هو في وسطهم فظنّوه خيالاً، والبرهان الأقوى على موته ودفنه هو أنه في الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ. إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ. فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. فكلّ هذه الأدلة تبيّن بأن المسيح حقاً تألّم ومات ودفن. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
و قد يأتي الموت بأشكال عديدة |
صحيح قد يأتي الموت في أية لحظة |
الموت يأتي كلص يخطف ويترك بصماته |
من أين يأتي الشهداء بالقوة في مواجهة الموت؟ |
الصمت يأتي أحيانا" |