رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الميراث الذي لنا (آ 11- 12) نقرأ في آ 11: فيه نلنا ميراثاً. ونستطيع أن نقرأ: "فيه حدّدنا بالقرعة". وهناك اختلافة تقوله: "فيه أيضاً دُعينا". إذا عدنا إلى العهد القديم، نفهم العبارة بطريقتين اثنتين: فيه أيضاً نلنا حصّتنا. أو: فيه أيضاً اختارنا (الله) كحصّته. الطريقة الأولى تستعيد فكرة أرض الموعد التي أعطاها الله لشعبه على أنها ميراث له (تث 3: 18: أعطاكم هذه الأرض لترثوها). فكرة معروفة لدى القدّيس بولس (روم 8: 17؛ غل 3: 29؛ 4: 6). وهي ستتوضّح في آ 14 (عربون ميراثنا) وفي 1: 18 (غنى مجد ميراثه). أما الطريقة الثانية فتستند إلى قول يعتبر إسرائيل حصّة الله الخاصة (خر 34: 19). نجد في آ 11بصيغة المتكلّم الجمع (دعينا نحن)، وفي آ 13 صيغة المخاطب الجمع (أنتم أيضاً). لسنا هنا كما في ف 2 أمام مجموعتين مختلفتين، اليهود والوثنيين. أما الألفاظ العامة فتصبح حيّة وبارزة حين نكتشف تجذّرها في تاريخ العهد القديم: نلنا حصتنا من الميراث. فحين دخلت القبائل إلى أرض الموعد، نالت كل منها حصّتها بالقرعة (يش 18- 19). أما اللاويون فلم تكن لهم حصّة خاصّة بهم، لأن الرب نفسه هو حصّتهم وميراثهم (تث 18: 2؛ رج مز 16: 5). وتعود لفظة "قرعة" في كتابات قمران لتدلّ على مكانة كل عضو في الجماعة. أما نحن فميراثنا هو في السماوات (1: 14). وهو يُعطى لنا حين نتّحد اتحاداً وثيقاً بالمسيح (2: 6؛ رج كو 1: 12). يرى البعض أنّ آ 11- 12 تعرض فكرة الوثنيّين واليهود، التي ستحتلّ مكانة هامّة في أف. قد تعني صيغة المتكلّم الجمع المسيحيّين الآتين من العالم اليهودي. وصيغة المخاطب المسيحيين الآتين من العالم الوثني. والرجاء الذي لنا في المسيح يعود في هذه الحالة إلى انتظار إسرائيل (2: 12). ولكن يرى آخرون أن البركة تعني بالإجمال جميع المسيحيين، وأنها تنتهي في صيغة المخاطب. فتوجّه إلى القارئين نداء إنجيل الخلاص. في هذه الحالة، لا نستطيع أن نتحدّث عن التمييز بين اليهود والوثنيين إلاّ في ف 2. أما كلمة "ترجّينا مسبقاً" فتدلّ على انتظار ما سيتمّ في النهاية (آ 10) بالنسبة إلى جميع المسيحيين. |
|