منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 09 - 2012, 06:49 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

ولد هذا الأب البار فى حى القللى بالقاهرة فى 22 يونيو 1930م من عائلة تقية نزحت من الصعيد فى بدايات القرن العشرين وفى هذا الحى الشعبى الذى نشأ وترعرع فيه سكن المصريين جميعا أقباطا ومسلمين فى تآخى ومحبة وسلام فتفتحت عيناه على مرأى هذا الامتزاج وملأ قلبه منذ نشاته وحتى اخر نفس فى حياته بوحدة وطنه وحبه الغير محدود لكل اخوته فى الوطن دون تفريق فى الدين وكان منزل عائلته قريبا من الكنيسة التى كان يرعاها القمص مرقس سرجيوس البطل القومى فى ثورة 1919 ولعله كان وراء حماسه الوطنى الذى لم يفتر حتى اخرايامه وكانت دراسته الاولى فى احدى المدارس التابعة لجمعية الايمان القبطية الأرثوذكسية فنشأ فى دراسته على المبادئ المسيحية الحقة .

وفى سن الرابعة عشر بدأ خدمته فى مدارس الأحد فى كنيسة الأنبا انطونيوس بالقللى ، وبعد أن انتهى من دراسته الثانوية ألتحق بكلية الاداب وقد شاءت العناية الالهية ان يتعرف اثناء دراسته على بعض خدام مدارس الأحد منهم الاستاذ نظير جيد ( قداسة البابا شنودة أطال الرب حياته ) ، والاستاذ رمزى عزوز ( الأنبا يؤانس اسقف الغربية المتنيح ) وقد تأثر بهما اعمق تأثير من الناحيتين العلمية والروحية ،

وبعد أن حصل على ليسانس الاداب إلتحق بالمعهد العالى للتربية حيث قضى سنة واحدة تمتع خلالها بالدراسات التربوية التى وجدها ، ولتفوقه فى هذا المجال تم تعيينه فى مدرسة ملاصقة لقصر الملك بسراى القبة فأتاح له العمل فيها فرصة التعرف على قادة ثورة 1952 فوثقوا به جميعا ورجوا منه ان يعطى لأولادهم دروسا خصوصية بل ان احدهم قال له ذات مرة : أنا لا ائتمن أحدا غيرك على الدخول إلى بيتى اثناء غيابى ، ولقد حرص هو بالتالى على جعل ثقتهم فى محلها . ثم حصل على الماجستير فى التربية مع مرتبة الشرف سنة 1959 والتحق بالكلية الاكليركية ونال ليسانسها بتقدير جيد جدا سنة 1964 .

ثم رن الصوت الإلهى فى أعماقه رنينا لا يمكن مقاومته فقصد إلى دير الأنبا بيشوى وهناك رُسم راهبا باسم ( أنطونيوس ) فى 22 يونيو 1972 وبعد اسابيع قليلة تمت رسامته قسا وتم اسناد رعاية بيت الخلوة بالدير إليه فأحسن هذه الرعاية لمدة سنتين رأى بعدهما قداسة البابا شنودة الثالث توسيع مدى الاستفادة من هذا الراهب المجاهد فعينه وكيلا للكرازة المرقسية فى الاسكندرية , ومن هذا الموقع وبمساندة النعمة الالهية استطاع ان يوثق علاقات المودة بين المسلمين والقبط وان يرسخ الصلة بين رجال الأمن والكنيسة .

وفى يوم 22 يونيو 1975 رسمه قداسة البابا شنودة الثالث ( اطال الرب حياته ) أسقفا عاما باسم ( الانبا بيمن ) واولاه قداسة البابا رئاسة معهد الرعاية والتربية بالقاهرة .. ثم عينه قداسة البابا نائبا باباويا لايبارشية الشرقية التى تنيح مطرانها وهناك داوم على الخدمة بلا هوادة وقامت بينه وبين الشعب صلات من المودة والتقدير فأحبوه وطالبوا به اسقفا عليهم وجمعوا التزكيات لذلك .


ثم حدث ان تنيح مطران المنيا فطالب شعب هذه الايبارشية ايضا بالانبا بيمن أسقفا عليهم .. إلا ان قداسة البابا شنودة قد قام بتقسيم هذه الايبارشية الكبيرة إلى اربع ايبارشيات لتسهيل الخدمة بها وأختار الانبا بيمن ليكون أسقفا على ايبارشية ملوى وانصنا والاشمونين فتم تجليسه على الايبارشية فى 19 يوليو 1976 .


وفى بداية الأمر لاقى الانبا بيمن الكثير من الصعوبات ولم يكن الطريق امامه سهلا ابدا ولا الظروف مهيأة ، فالابروشية كانت حديثة العهد وامكانياتها تكاد تكون معدومة ولكن الله منحه الثبات والحكمة والشجاعة ، فواجه المصاعب بجرأة وثقة فبدأ فى تشكيل مجالس للكنائس وتنظيم النواحى المالية وأسس سبعة كنائس جديدة ورسم خمسة وعشرون كاهنا ، بعضهم كانوا خداما فى القاهرة ولكن محبتهم للأنبا بيمن جذبتهم للخدمة فى قرى ملوى .

كما اسس بيوتا للتكريس ومراكز للتنمية الريفية لخدمة اهالى القرى المحرومة فى ايبارشيته .. وانشأ مركزا للوسائل التعليمية ومركزا للوسائل السمعية والبصرية ولا شك ان النعمة الالهية كانت تؤازره فى كل اعماله التى اتت بثمار كثيرة لتلك الايبارشية الناشئة .


ولأن ملوى عاشت سنوات كثيرة فى الظل وتخلفت عن الركب فقد عوضها الرب بهذا الرائد الجسور سريع الخطى الذى صنع فى عشر سنوات ما يحتاج إلى عشرات السنوات ووفر لها ما تفتقر إليه بعض الايبارشيات العريقة ، مما جعل اسمه علامة مضيئة فى تاريخ ايبارشية ملوى .


ولقد قدم الأنبا بيمن مثالا صريحا صادقا على وطنيته ، فعندما حدثت احداث سبتمبر 1981 كان الانبا بيمن ممن صدر الأمر بالتحفظ عليهم واعتقالهم ومع ان هذا التحفظ كان ظلما صارخا إلا انه رضى به شاكرا رغم ما عاناه من الام جسدية ولم يرض بالسجن فقط بل نشر الحب بين المساجين دون تمييز بين مسلم ومسيحى ، وعندما وقف امام القضاء فوجئ بان نقيب المحامين قد جاء خصيصا للدفاع عنه ، وعندما خرج من سجنه قال له وزير الداخلية : انت إتظلمت بينما انا واثق من وطنيتك ومتأكد بأنك ستساعدنا فى الحفاظ على البلد واستقرار امنه ، وعندما عاد إلى مقر كرسيه خرج الشعب كله لاستقباله – مسلمون وأقباط – فى فرحة واضحة عكست ما كان فى قلوبهم من تقدير لهذا الراعى الأمين .


ولقد هاجمه المرض بعنف وشراسة حتى من قبل ان يُرسم اسقفا وظل الأنبا بيمن يصارعه سواء بالعلاج او الدواء او الاحتمال ولما عرض نفسه على الاطباء فى الخارج اظهرت الفحوص انه يعانى من تليف متقدم فى الكبد ، وصار من ضمن برنامجه فى العمل زيارات شبه منتظمة إلى المراكز الطبية فى الولايات المتحدة وانجلترا ، ولكن بينما كان الجسد يضعف وامكانيته تقل كانت روحه نشيطة وحماسته فياضة للعمل والخدمة .. ولكى لا تتأثر الخدمة فى ملوى كان يخفى عن شعبه تطورات مرضه وكانت حالته الصحية المتأخرة لا تمنعه من اداء الواجب كأب يحب اولاده ويبذل ذاته من أجلهم .

وفى فجر الأثنين 19 مايو 1986 أذن له الرب ان يستريح من اتعابه وأن يسمع الصوت الالهى الممتلئ فرحا يقول له : نعما ايها العبد الصالح والأمين .. كنت امينا فى القليل فسأقيمك على الكثير .. ادخل إلى فرح سيدك .


وكان خبر انتقاله له وقع الصاعقة فأقبلت الجموع لتنظرالنظرة الاخيرة على راعيها الذى بذل نفسه وراحته من اجلها ، واقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر بحضور العديد من الاباء المطارنة والاساقفة.

ولقد قال عنه احد الاساقفة المشاركين فى الصلاة : لا نقول اننا خسرنا الانبا بيمن لأننا ربحناه فوق فى السماء يصلى من أجلنا ونحن نشعر انه الان اكثر حيوية وقوة وكأنى اراه الان فى احدى صور شموخه الروحى وابتسامته المحبوبة تقول انه مازال هنا وان كان المرض قد غلبه على الأرض فهو الان قد غلب المرض فى السماء ..

وبعد الانتهاء من الصلاة دُفن الجسد الطاهر فى رحاب مطرانية ملوى التى كان اول اسقفا لها وفيها يرقد حتى قيامة المجد .

صلاته تكون معنا امين

: كتاب سيرة المتنيح الأنبا بيمن / مطرانية ملوى وانصنا والأشمونين .
كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصرى
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قرار عـاجل لأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وانصنا والأشمونين بالمنيا
الانبا بيمين الناسك
الانبا يوأنس يروى الـ 4 وصايا التى تركها الانبا ميخائيل اسقف اسيوط
محاضرات كتابية لمثلث الرحمات نيافة الانبا بيمن - اسقف ملوي
نيافة الحبرين الجليلين الانبا بيمن اسقف نقادة وقوص والانبا مكارى اسقف جنوب شبرا


الساعة الآن 05:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024