رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتهام المسيح بالتجديف (ع 31-42): 31 فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33 أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35 إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». 39 فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، 40 وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلًا وَمَكَثَ هُنَاكَ. 41 فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». 42 فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ. ع31-33: الإعلان القوى، الذي قاله السيد المسيح عن وحدانيته مع الآب، أغاظ اليهود، بسبب عدم إدراكهم لكل الأقوال والعجائب السابقة، والتي لا يأتي بها بشر. فحاولوا رجمه بالحجارة، معتبرين كل ما قاله في علاقته بالآب تجديفا. وبدلًا من أن يستمعوا ويفهموا ويستوعبوا الأعمال الحسنة التي عملها المسيح، انغلقت عيونهم وقلوبهم عنها، ولم يتبق سوى الرغبة في قتله. ع34-36: قد يحتمل الإنسان ظُلمًا من أجل الله، ولا يدافع عن نفسه. أما تهمة التجديف، فهي الوحيدة التي لا يقبلها المسيحي عن نفسه، لأن قبولها معناه إنكار الله. وهنا، يدافع المسيح عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة، مستخدما الناموس نفسه. فالناموس لقّب موسى إلها لأخيه هارون (خر 4: 16)، وفي (مز 82: 6) يقول: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم"، والناموس صادق ولا يمكن نقضه. فإذا كان الناموس قد أطلق على أناس إنهم آلهة، ولم يعتبر هذا تجديفا. فحتى وإن كنت فقط إنسانا... فأنا لم أجدف عندما استخدمت نفس الصفة لنفسى، أي إنها صفة لها مرجع لديكم... والاحتجاج الثاني الذي قدمه السيد هو أقوى، لأنه يعلن عن نفسه إنه ليس إنسانًا عاديًّا (ع36)، فهو قدوس الله، أي المعيّن منذ الأزل مسيحا لخلاص البشر، والمرسل بتجسده إلى العالم. فكل من سبقوه أُطلق عليهم آلهة، لأن كلمة الله صارت إليهم (ع35). أما هو، فهو كلمة الله ذاته (يو 1: 1)، فكيف لا يكون إلها بالطبيعة؟ ولهذا، فهو ابن الله، وهو أيضًا الله، وهو والآب واحد. ع37-38: أما الإثبات الثالث الذي يقدمه المسيح ضد اتهام التجديف، فهو الأعمال نفسها، والتي سبق الإشارة إليها في (يو 5: 36؛ 9: 3-5؛ 10: 35، 38؛ 14: 10-12). وهي أن الأعمال التي يعملها كلها أعمال إلهية، لم يسبق لإنسان عملها؛ من إشباع الجموع، وإقامة مريض بيت حسدا، إلى شفاء المولود أعمى. وهذه الأعمال وحدها، حتى دون أن تسمعوا لكلامى، كافية لأن تؤمنوا عندما قلت لكم: "أنا والآب واحد"، لأنى أنا في الآب والآب فيَّ. ع39: تنتهي الأحداث بأن كل ما قاله السيد لم يقنع اليهود، بل طلبوا أن يمسكوه غيظا، إما بغرض رجمه خارجا، أو تقديمه إلى الرؤساء للمحاكمة. ولكن المسيح، إذ لم تأت ساعته بعد، "لم يلق أحد عليه الأيادى" (ص 7: 44)، ومضى في وسطهم دون أن يمسكوه (ص 8: 59). ع40-42: أي إلى شرق الأردن، حيث تعمد الرب يسوع من المعمدان، وهذا الجزء معروف ببلاد بِيرٍيّة (مت 19: 1)، قضى فيه السيد المسيح آخر 4 أشهر من تجسده، أي من ديسمبر حتى عيد الفصح الذي قبل صلبه. ووجود المسيح في ذلك المكان، جذب إليه الكثير من الجموع الذين قبلوا الإيمان ببساطتهم؛ والمقارنة التي عقدها هؤلاء البسطاء بين الرب ويوحنا المعمدان، الذي لم يفعل معجزة واحدة، نستدل منها أن المسيح صنع آيات ومعجزات خلال فترة إقامته هناك. وهذه المعجزات، بالإضافة إلى شهادة يوحنا له، كانت سببا في إيمان كثيرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اتهام المسيح أن به شيطان |
اتهام المسيح ببعلزبول |
ينبههم المسيح ألا يخافوا من اتهام الناس لهم |
أعاد عظماء الكهنة والشيوخ والكتبة كلهم اتهام يسوع بالتجديف |
تم اتهام الرب يسوع بالتجديف |