|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسم يوحنّا في العبريّة يعني “الله يحنّ” أو بتعبير آخر “الله الحنّان”. والحنان قيمة من قيم الأبوّة والأمومة. فبشفاعات القدّيس يوحنّا، اللهم، أبانا، تحنّن علينا وارحمنا. القدّيس يوحنّا المعمدان هو الشخصيّة الوحيدة بعد والدة الإله القدّيسة مريم الذي خصّصت له الكنيسة أعياداً عدّة في السنة: الحبل به، ومولده، وقطع رأسه، وتذكار جامع له، وتذكار وجود هامته (ثلاث مرّات)،23 ايلول تذكار الحبل به، 7 كانون الثاني تذكار جامع له بعد عيد الظهور، 24 حزيران تذكار ميلاده، 29 آب تذكار قطع رأسه.. وهذا ممّا يدلّ على أهمّيّته في تاريخ الكنيسة وعلى تأثّر المؤمنين بشخصيّته المتميّزة التي جعلت الكنيسة تطلق عليه ألقاباً عدّة، فهو الملاك المرسَل والنبيّ والسابق والصابغ والمنادي بالتوبة والغيور والشاهد والمشهود له. “لم يظهر في اولاد النساء أكبر من يوحنا المعمدان… وأقول لكم انه افضل من نبي، فهذا الذي كتب عنه: هاءنذا أُرسل رسولي قدامك ليُعد الطريق امامك” (متى 11: 9- 11) هكذا عرَّف يسوع عن يوحنا. ولد يوحنا من ابوين بارين هما زكريا الكاهن وامرأته اليصابات (لوقا 1: 5). كلاهما كانا طاعنين في السن ولم يكن لهما ولد وكانت اليصابات عاقرا (لوقا 1: 7). وفي احد الايام بينما كان زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية ظهرعليه ملاك الرب وبشّره بأن اليصابات ستلد ابنا وسيدعى اسمه يوحنا، وسيكون عظيما امام الرب… يمتلىء من الروح القدس وهو في بطن امه، ويردّ كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم، ويسير امامه وفيه روح ايليا وقوته… ويهدي العصاة الى حكمة الابرار فيعد للرب شعبا متأهبا (لوقا 1: 13 – 18). تعجب زكريا وطلب من الملاك ان يعطيه آية (لوقا 1: 18)، فأجابه الملاك:” انا جبرائيل القائم لدى الله، أُرسلت اليك لأُكلمك وأُبشرك بهذه الامور وستصاب بالخرس، فلا تستطيع الكلام الى اليوم يحدث ذلك لانك لم تؤمن بأقوالي وهي ستتم في أوانها” (لوقا 1: 19 – 20). تم ما قاله الملاك، وخرج زكريا من الهيكل فلم يستطع ان يتكلم (لوقا 1: 22)، وحملت اليصبات (لوقا 1: 24). وبعد ستة اشهر اتت الى اليصابات نسيبتها مريم – ام يسوع – ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات، فلما سمعت سلامها ارتكض الجنين في بطنها ومتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها “مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك… فما ان وقع صوت سلامك في اذنيّ حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني” (لوقا 1: 39 – 44). وفي اليوم الثامن بعض ولادة الصبي دعي يوحنا (لوقا 1: 57 – 63)، كما قال الملاك (لوقا 1: 13). وكان الطفل يترعرع وتشتد روحه واقام في البراري الى يوم ظهور امره لاسرائيل (لوقا 1: 80). وكان لباس يوحنا من وبر الابل وحول وسطه زنار من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (متى 3: 4). أوّل ما يطالعنا في الكتاب المقدّس عن يوحنّا أنّه كان يتنبّأ بمجيء السيّد المسيح واقتراب ملكوت السموات. فكان يصرخ: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 3: 2) معلناً مجيء المسيح بهذه: “يأتي بعدي مَن هو أقوى منّي، مَن لستُ أهلاً لأن أنحني فأفكّ رباط حذائه. أنا عمّدتكم بالماء، وأمّا هو فيعمّدكم بالروح القدس” (مرقس 1: 7-8). يوحنّا هو النبيّ الخاتم للعهد القديم، هو الأخير في سلسلة الأنبياء الذين تحدّثوا عن مجيء المسيح المخلّص. إحدى مهامّ يوحنّا الأساسيّة تكمن في إعداد الشعب لاستقبال المسيح الآتي. وفي هذا السياق يكون يوحنّا هو الملاك الذي تحدّثت عنه نبوءة ملاخي: “هاءنذا أرسل أمام وجهي ملاكي فيهيّئ الطريق أمامي” (3: 1)، أمّا في إنجيل متّى فقد ورد: “هاءنذا أرسل أمام وجهك ملاكي ليهيّئ طريقك أمامك” (11 :10). تجدر الإشارة إلى أنّ استبدال ضمير المخاطب بضمير المتكلّم في الآية دليل على المساواة التامّة الكائنة بين الآب والابن. لذا، تصوّر الكنيسة يوحنّا في أيقوناتها ملاكاً مرسَلاً من الله: “وكان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنّا” (1: 6). |
|