رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ. في نهاية المزمور يخاطب داود كل من يحب الله، بل ويخاطب نفسه أيضًا أن ينتظر الرب أثناء معاناته في الضيقة؛ لأن الرب بلا شك آت. فالإيمان بمحبة الله واهتمامه تريح القلب، فلا يستثقل الضيقة. إن انتظار الرب يعنى ضرورة الصبر وقبول الضيقة لفترة. فهذا بسماح من الله لمصلحة الإنسان وخيره، فنحن لا ننال الخير إلا بالصبر. إن الضيقة قد تطول وقد تستمر طوال العمر، فلابد أن ينتظر الإنسان، وعزاؤه هو نعمة الله، التي أشار إليها في الآية السابقة. ولعله لهذا كرر كلمة انتظر الرب في بداية الآية وفى نهايتها. إن إبليس يرسل مخاوف أثناء الضيقة؛ لتضعف الإنسان، فيستسلم لليأس والاكتئاب ويترك جهاده الروحي، فيناديه داود أن يتشدد ويتشجع؛ لينتصر في الحرب الروحية، ويخرج من الضيقة منتصرًا. إن داود اختبر هذا الانتظار عمليًا في حياته، فقد مسح ملكًا وهو في سن السادسة عشر تقريبًا، ولم يتملك إلا في سن الثلاثين على سبط واحد، هو سبط يهوذا، ثم في سن السابعة والثلاثين تملك على باقي الأسباط، وقد تمنى وانتظر أن يبنى بيتًا للرب، ولكن الله منعه، وقال له أن ابنه هو الذي سيبنيه، فقبل هذا بشكر من يد الله، وأعد كل ما استطاع لبناء البيت. |
|