رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فخاطَبَ بُطرُسُ يسوعَ قال: رابَّي، حَسَنٌ أَن نَكونَ ههُنا. فلَو نَصَبْنا ثَلاثَ خِيَمٍ، واحِدَةً لَكَ، وواحِدةً لِموسى، وواحِدَةً لإِيلِيَّا. "فلَو نَصَبْنا ثَلاثَ خِيَمٍ" فتشير إلى عيد الأكواخ أي عيد المظال، وهو عيد جمع الغِلّة عند نهاية السَّنة (خروج 23: 16). وفي هذا العيد يعيش اليهود ثمانية أيامٍ في خيام من أغصان فيتذكرون مسيرة الشَّعب في الصَّحراء بانتظار الدُّخول إلى أرض الميعاد (خروج 23: 16)، ولعلَّ كان بُطْرُس يُفكر في هذا العيد، حيث كانت تُنصب الخِيام للاحتفال بتذكار الخروج وخلاص الله لبني إسرائيل من العبوديّة في مصر. وفيه يتذكَّرون حضور الله وسط شعبه في برِّيّة سيناء. والاحتفال بعيد المظال مع موسى وإيليا علامة مجيء ملكوت الله القريب، وهناك تقليد يهودي يجعل المسكن السَّماوي في رمز "المظال "الخيام الأبديّة "، ويُعلق القديس أوغسطينوس "إننا نملك مسكنًا واحدًا هو المسيح؛ فهو "كلمة الله، كلمة الله في الشَّريعة، كلمة الله في الأنبياء" (PL 38, 491). وعندما نضج بُطْرُس في فهمه وإدراكه، كتب بإرشاد الرُّوح القُدُس عن يسوع أنه "حَجر لِلزَّاويَةِ مُختارًا كريمًا" (1 بُطْرُس 2: 6). كان تصرف بُطْرُس تصرفًا واقعيًا من صميم الحياة والذي يعطي دليلا قويًا على تاريخيّة القصة بعيدة عن رواية أسطورية أو رمزيّة أو إنَّها جلسة من جلسات مستحضري الأرواح كما يدّعي بعض المُفسّرين. |
|