رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في المسيحيَّة لا يدور الإنسان في حلقة مفرغة، كما هو الأمر في العالم اليونانيّ مع العودة اللامتناهية. هناك يشبَّه الإنسان بالقمر والشمس والكواكب، التي تعود إلى النقطة التي انطلقت منها. أمّا في المسيحيَّة، فطريقنا خطٌّ يسير إلى هدف معيَّن، وهو يسير صعُدًا. والهدف هو مجيء الربّ كما نقول في قانون الإيمان. الربُّ يأتي إلينا ونحن نمضي إلى لقائه كما نقول في الليتورجيّا السريانيَّة: »أشعلوا قناديلكم يا إخوتي، فها الختن أتى وبلغ إلينا«. والعذارى العشر انتظرن مجيء العريس الذي وصل في نصف الليل. وكلُّ مؤمن يعرف أنَّ جهاده لا يذهب سُدى. ففي مسيرته يلتقي بالمسيح أو هو يسير وراءه على مثال سمعان القيرينيّ حين حمل الصليب (لو 23: 26). كيف يستعدُّ تيموتاوس لهذا المجيء؟ يحفظ الوصيَّة. هو لفظ عامّ. ولا يمكن أن نكون أمام فريضة خلقيَّة، ولا أمام فضيلة يجب أن نمارسها. هي وصيَّة خاصَّة بالعهد القديم (مر 7: 8-9؛ رو 13: 9) أو بالعهد الجديد (يو 13: 34؛ 15: 12). هي إمّا الشريعة القديمة (رو 7: 8، 12، 13)، أو الوحي (يو 12: 50) أو الرسالة (يو 14: 31) التي تسلَّمها الابن من الآب. الوصيَّة هي دومًا أمرٌ صادر عن الله، ولكن ينقله الرسل من أجل تنظيم الحياة المسيحيَّة (1 كو 14: 37). قد تعني الوصيَّةُ الرسالةَ كلَّها، التي تبدو متطلِّباتها التعليميَّة والعمليَّة مثل وديعة لا تُمسّ، أو قاعدة إيمان وحياة إنجيليَّة. دعاها تيودرويه التعليم الإلهيّ. هي واجبات إلهيَّة على مستوى الفكر والعمل، نبعت من الإيمان وأقسم تيموتاوس بأن يحفظها طوال حياته منذ اعترافه العماديّ. حين يحفظ التلميذ الوصيَّة، يكون منزَّهًا عن العيب واللو. إنَّ ασπιλον هي لطخة على اليد. لا يمكن أن يكون الرسول إلاَّ بحسب قلب الربّ. إنَّه يشبه الذبيحة، التي لا يمكن أن تقدَّم لله إذا كان فيها عيب. فكيف يكون خادم الله أقلَّ من الذبيحة وبولس قال لنا في الرسالة إلى رومة: »فأناشدكم، أيُّها الإخوة، برأفة الله أن تجعلوا من أنفسكم ذبيحة حيَّة مقدَّسة مرضيَّة عند الله« (رو 12: 1). وسلوك التلميذ يكون بلا لوم ανεπιλημπτον في هذا المجال شدَّد الرسول على سلوك الطريق القويم: لا يكون في خدمتنا عيب. المؤمنون يكونون بلا لوم (فل 2: 15)، وقال لهم الرسول: »تكون بلا لوم في القداسة أمام إلهنا وأبينا، يوم مجيء ربِّنا يسوع مع جميع قدّيسيه« (1 تس 3: 13). وفي الرسائل الرعائيَّة، الأسقف يكون بلا لوم (1 تم 3: 2). وهكذا يستطيع أن يكون الخادمَ الأمين الذي يعطي خدَّام الله الطعام في حينه. |
|