رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل العُرْس (مرقس 2: 19-20) كانت صورة العَريس معروفة بالنسبة للتقليد اليهودي كدلالة على الخلاص المَسيحاني في نهاية الزَّمان. وفي إجابته للفريسيين شرح يسوع مفهومًا جديدًا للصوم في المسيحيَّة، أن المسيحي هو عروس للمسيح العَريس، والمسيح دفع دمه ثمنًا لهذه الخطبة. فطالما هو موجود بالجسد، فالتَّلاميذ ينعمون بوجود عَريسهم معهم، فهم في فرح، والفرح لا يصحُّ معه النَّوح والتَّذلل والصَّوم. أمَّا بعد أن يُرفع العَريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عَريسها في السَّماء فهي غريبة على الأرض. فرحنا يقوم كليًا على أساس حضور يسوع وغيابه. النَّفس التي تذوقت حب عَريسها لن تكتفي بالصَّوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العَالَم، وستبكي وتنوح على خطاياها التي سبَّبت الألم لعَريسها، لذلك نسمع في إنجيل متى قول السَّيد "أَيَسْتَطيعُ أَهْلُ العُرْس أَن يَحزَنوا ما دامَ العَريس بَيْنَهُم؟ " (متى 9: 15). ومن هذا المنطلق يظهر اكتمال وليمة العرس في ملكوت الآب، حيث يشرب المدعوّون الخمرة الجديدة (مرقس 14: 25) الّذي تحوّلت إلى دم الرّب يسوع المسيح" (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 1335). يكرِّر إنجيل مرقس ولوقا القول مستبدلين كلمة "ينوحوا" بكلمة "يصوموا". "أَيَستَطيعُ أَهلُ العُرْس أَن يَصوموا والعَريسُ بَينَهم؟"(مرقس 2: 19، لوقا 5: 34). وهذا ما يذكرنا نبوءة يوئيل " إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم وبِالصَّوم والبُكَاءَ والانتحاب" (يوئيل 2: 12). فالصَّوم يأخذ آنذاك منحى جديدًا. ويُعلق البابا القديس يوحَنّا بولس الثَّاني " إنّ زمن الصَّوم ما هو إلا تذكير لنا بأن العَريس رُفِع من بيننا. رُفع وألقي القبض عليه وسُجن وضُرب وجُلد بالسِّياط وكُلِّل بإكليل من الشَّوك وصُلب" (المقابلة العامّة بتاريخ 21/03/1979). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مثل العُرْس (ع 1-14) |
إعداد حجال العُرْس [15-17] |
الانجيل لباس ثوب العُرْس |
كثيرون هم الذين يأتون إلى العُرْس |
العُرْس في الجليل |