رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ. بعد أن أوضح هبتين يعطيهما الله لخائفيه، وهما أن يبيت في الخير، والثانية أن نسله يرث الأرض، يعلن هنا عطية ثالثة وهي أن يهبهم سره، والمقصود بسره بركات كثيرة لا يتوقعونها، فيحل لهم مشاكلهم بشكل يفوق العقل، ويعطيهم بركات روحية ومادية، ويهبهم سلامه في قلوبهم، فيتميزون عن كل البشر بهذا السلام الداخلي. إن سر الرب هو معرفته، فليس أعظم من معرفة الله، والتمتع بالوجود معه عن قرب. وقد كشف في العهد الجديد أسرارًا عجيبة عن نفسه، عندما أوضح ثالوثه القدوس. وفى كل جيل يعرف خائفيه بنفسه، كما ظهر لموسى في العليقة، وحدثه طوال حياته، وكما حدث داود وسليمان، ثم تعاظم عمله في تجسده، وإعلان أسراره لرسله وكل المؤمنين به في الكتاب المقدس. الهبة الرابعة التي يهبها الله لخائفيه أن يعلن لهم عهده وإعلان عهده معناه إتمام وعوده؛ لأن كل عهوده يتمتع بها فقط خائفوه، سواء كانت وعودًا مادية، أو روحية، كما أعلن ذلك على يد موسى عند جبل جرزيم (تث11: 29) وأعلنها ثانية على يد سليمان عند تدشين الهيكل (1 مل8: 22-53). وأعلنها في العهد الجديد في عظته على الجبل (مت5-7) وأحاديثه مع تلاميذه وصلاته الشفاعية (يو14-17). إن خائفى الله هم أولاده المقربون، بل أصدقاؤه، لذا فهو يفرح أن يشركهم معه كأصدقاء، كما فعل مع إبراهيم وأشركه معه في قرار حرق سدوم وعمورة (تك18: 17). إن عهد الله لتعليم خائفيه هو تعليمهم طريق الملكوت، أي يعلمهم وصاياه، وكيف يسلكون باستقامة، ويبتعدون عن الخطية، ويتمسكون بإيمانهم، فينالون الميراث الأبدي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن الله يعلم طريق الأبرار، أي يفرح بهم ويوجدوا معه في الملكوت |
الدليل الأول لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب |
طريق الملكوت |
عندما ينبهنا الله إلى وجود ضيقات فى طريق الملكوت, |
طريق الملكوت |