منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 03 - 2024, 02:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

من هم الأشخاص الذين كانوا مع بولس في سجنه الثاني






أنتم دائمًا في قلبي

حين كان بولس في سجن أفسس وهو مهدَّد بالموت(8)، كتب إلى أهل فيلبّي وقال لهم: »أنتم دائمًا في قلبي، وكلّكم شركائي في نعمة الله، سواء في السجن أو في الدفاع عن البشارة وتأييدها« (فل 1: 7). يُمنَع الرسول من رؤية مشاركيه في العمل بالجسد، فيكون معهم بالقلب. وما قرأناه في سجن أفسس، يمكن بالأحرى أن نقرأه في سجن رومة: جميع الذين شاركوه في العمل هم في قلبه؛ فالرسالة جزء من حياة بولس، فكيف يتخلّى عنها وفيه بعضُ الرمق من حياته. هو الذي تمنّى أن يأتي إلى رومة لكي يحمل البشارة إلى أهلها (رو 1: 15)، فوصل إليها سجينًا. أتراه ينسى البشارة؟ كلاّ. إذًا، ها هو ينظّم الأمور من عمق سجنه.

من هم الأشخاص الذين كانوا مع بولس في سجنه الثاني؟

أولّهم ديماس. هو تصغير ديمتريوس. مسيحيّ من رومة، شارك بولس في الرسالة، وأرسل تحيّاته من رومة إلى كنيسة كولوسّي (كو 4: 14). أمّا هنا فنراه يترك بولس »حبٌّا بهذه الدنيا« (2 تم 4: 9)، حبٌّا بالعالم الحاضر. أتراه استقال من الرسالة؟ أتُراه خاف كما خاف مرقس في أوّل رحلة رسوليّة مع بولس وبرنابا؟ أمّا مرقس فحاول العودة إلى الرسالة، فكان بولس قاسيًا معه، ولكنّنا سوف نجده مع بولس في سجنه الأوّل: »يسلّم عليكم أرسترخس، رفيقي في السجن، ومرقس ابن عمّ برنابا، وهو الذي طلبتُ منكم أن ترحِّبوا به« (كو 4:9). إذًا، هو بولس يرسل مرقس في مهمّة إلى كولوسّي، كما أرسل في حالات مشابهة تيطس وتيموتاوس. ويبدو أنّ ديماس عاد إلى نفسه بعد الخوف، وإن هو ترك بولس فلم يترك الرسالة. قال فيه يوحنّا الذهبيّ الفمّ: »هرب من الخطر باحثًا عن الهدوء والراحة. وإن هو ترك الأمانة، فهو ما ترك الإيمان«(9).

ولكنّ التقليد اللاحق سوف يكون قاسيًا بالنسبة إليه؛ فإنّ أعمال بولس جعلت ديماس مع هرموجينيس، كخصم بولس الحسود والمرائي(10). وقال بعض الشرّاح: »جحد إيمانه وترك الرسالة« (1 تم 6: 17؛ تي 2: 12). فضّل محبّة هذا الدهر على محبّة الربّ في تجلّيه (2 تم 4: 8). ووُجد في مخطوط في فلورنسا: »صار كاهنًا في هيكل وثنيّ، في تسالونيكي«.

كريسكيس، أو كريسانس، اسم لاتينيّ. هو شخص حرّره نيرون. يبدو أنّه كان خزّافًا من غالية (فرنسا الحاليّة)، كما تقول كتابة يونانيّة. انطلق من رومة إلى غالية، لا إلى غلاطية الواقعة في تركيا. هنا نتذكّر تيودور أسقف المصِّيصة: »يسمّي بولس غلاطية ما يُسمّى الآن غالية«. وهكذا يكون هذا التلميذ عاد إلى بلده، إلى غالية، ليحمل الانجيل الذي حمله بولس إلى إسبانية. أتُرى بولس أرسله إلى هناك؟ الأمر معقول.

إن غالية التي احتلّها يوليوس قيصر خلال القرن الأول ق. م.، توسّعت في سيطرة رومانيّة سريعة، وفرضت اللغة اللاتينيّة نفسها، فدُوِّنت فيها الأعمال الإداريّة بحيث غابت اللغة القلتيّة شيئًا فشيئًا. هنا نفهم أن يكون كريسكيس مضى يبشّر في بلاد غالية، لأنّهم يفهمون عليه ويفهم عليهم(11).

أمّا المسيحيّة فأتت باكرًا إلى غالية، ولكنّ أوّل إشارة إليها نقرأها في »رسالة خدّام المسيح المتجوّلين في فيان وليون (فرنسا) إلى إخوتهم في آسية (الصغرى) وفي فريجية (تركيا الحاليّة). في هذه الرسالة كلام عن الاضطّهاد، وبين الأسماء عدد من اليونان والشرقيّين«(12).

مضى كريسكيس إلى غلاطية أو بالأحرى غالية، وتيطس إلى دلماطية، على البحر الأدرياتيكيّ، واحد إلى الغرب من رومة، وآخر إلى الشرق. فتيطس هو صديق بولس ورفيقه في الرسالة. لا يُذكَر في سفر الأعمال، بل في الرسائل. إسمه اسم لاتينيّ، أمّا هو فيونانيّ، هداه بولس فرافقه إلى مجمع أورشليم. ما ختَنَهُ بولس كما ختن تيموتاوس، بالرغم من الضغوط التي جاءت من هنا وهناك. قال الرسول: »وبعد أربع عشرة سنة، صعدتُ ثانية إلى أورشليم مع برنابا وأخذت معي تيطس« (غل 2: 1).

تذكّر بولس تيطس الذي لعب دورًا كبيرًا في العلاقات بين الرسول والكورنثيّين، خلال إقامة بولس في أفسس، فكان الوسيطَ قبل وصول الرسول إلى كورنتوس. وإذا قرأنا 2 كو 7: 14-15، نفهم أنّ المهمّة التي كلّفه بها الرسول كانت ناجحة، بحيث عاد بولس إلى كورنتوس واستُقبل استقبالاً لائقًا. وتذكّر بولس كيف اهتمّ تيطس بجمع الإعانات من أجل كنيسة أورشليم (2 كو 2:13؛ 8: 6، 16، 23؛ 12: 18). رأى الرسول في تيطس صفات المحاور الجامد والصبور، الذي يعرف أن يجد الكلمات والتصرّف اللازم لإقناع الآخرين. يحمل المصالحة، ويستطيع أن يتدخّل في الأمور الدقيقة.

»ويُضاف إلى عزائنا هذا ازديادُ سرورنا كثيرًا بفرح تيطس، لأنّه لقي منكم جميعًا ما أراح باله. وإذا كنتُ أظهرتُ له افتخاري بكم، فأنا لا أخجل به. فكما صدَقْنا في كلّ ما قلناه لكم، فكذلك صدَقْنا في كلّ افتخارنا بكم لدى تيطس. ويزداد قلبه محبّة لكم، كلَّما تذكّر طاعتكم جميعًا وكيف قبلتموه بخوف ورعدة« (2 كو 7: 13-16)(13).

مرقس ولوقا الإنجيليّان. لوقا هو قرب الرسول، ولا بدّ أن يأتي مرقس. يبدو أنّ هناك أيقونتَين أرمنيَّتَيين، واحدة تصوّر بولس قرب مرقس لكي يكتب إنجيله، فيشدّد بشكل خاصّ على التحرّر من الشريعة الطعاميّة، ولا سيّما حين ينهي جدال يسوع مع اليهود: »وفي قوله هذا جعل يسوع الأطعمة كلّها طاهرة« (مر7: 19). والأيقونة الثانية تقدّم بولس وهو »يُمْلي« على لوقا إنجيله؛ فمنذ القديم ربط التقليدُ الأناجيلَ بالرسل، سواء بشكل مباشر كما هو الأمر مع متّى ويوحنّا، أو بشكل غير مباشر. قيل ارتبط مرقس ببطرس، ولوقا ببولس؛ فإنجيل لوقا هو إنجيل الأمم بامتياز، بل إنجيل البشريّة، الذي يربط يسوع بآدم، أبي البشر (لو 3: 38). عن يسوع قال يوحنّا المعمدان مُوردًا كلام أشعيا: »صوت صارخ في البرّيّة« (لو 3: 4). ولكنّه ما توقّف في منتصف الطريق، بل قال: »ويرى كلّ بشر خلاص الله« (آ 6).

مرقس رافق بولس في الرحلة الرسوليّة الأولى، وكان بعد شابٌّا لا خبرة له. ولكن ما شجّعه هو وجود ابن عمّـه برنــابـا في الفريــق الرسوليّ (كو 4: 10). غير أنّه خاف من العبور في جبال طورس الصعبة المسالك المليئة باللصوص وقطّاع الطرق. عاد إلى أورشليم حيث يجد بعض »الأمان والراحة«. وحرّكه مجمعُ أورشليم، فأراد مرافقة الرسول في الرحلة الرسوليّة الثانية، ولكنّه في النهاية، رافق ابن عمّه إلى قبرص. وتذكرُ أعمال برنابا(14) بعضًا من »سيرة« مرقس: »أنا يوحنّا، رفيق الرسولَين القدّيسَين برنابا وبولس...، حصلتُ الآن على نعمة الروح القدس«.

وعاد مرقس في النهاية إلى بولس. أمّا لوقا فتصغير لوقيان، والقريب من لوقيوس. هو رفيق النور. قال عنه التقليد: هو سوريّ من أصل وثنيّ. مهنته طبيب (كو 4: 14)، ولكنّه انتقل من طبّ إلى طبّ. رافق الرسول في رحلاته الرسوليّة، وها هو الآن بقربه. الجميع تركوا ذاك السجين المتألّم في قرارة نفسه، فقال: »لوقا وحده بقيَ معي« (2 تم 4: 11) يُقال إنّ لوقا كتب إنجيله إلى الطبقة المثقّفة في العالم اليونانيّ. كتبه من كورنتوس، تلك المدينة العزيزة على قلب بولس، التي خطبها للمسيح، التي ولدها، فتميّز عن عدد من المعلّمين أتوا إليها. أتُرى هذا الإنجيليّ شارك في اجتماعات المؤمنين، فخرجت من تأمّلهم الرسالة إلى رومة؟ ربّما.

في مناخ بولس كتب لوقا إنجيله: فالمسيح هو كلمة نعمة الله (أع 20: 24). جاء يزور البشر ويدشّن في وسطهم ملكوت الله، ويقول لهم: اليوم هو يوم الخلاص. أمّا الإله الذي يكرز به فهو إله الرحمة. يسوع محرّر البشر، جاء كذلك المخلّص الذي صار صديقَ الخطأة والعشّارين، الذي تضامن مع البشر حتى نهاية حياته على الأرض، فما رفض اللصَّ المرفوع قربه على الصليب: »اليوم تكون معي في الفردوس« (لو 23: 43).

وزّع بولس المهمّات، فبقي تيخيكس وتيموتاوس. تيخيكس اسم يونانيّ يعني »الطارئ«، ما لا يُنتظر. هو مسيحيّ من آسية الصغرى، رافق بولس في رحلته الرسوليّة إلى أورشليم (أع 20: 4) مع عدد من المرسلين. أرسله بولس إلى أفسس (أف 6: 2) وإلى كولوسّي (كو 4: 7) لكي يحمل اليه الأخبار من عند كنائس آسية. وها هو يرسله الآن، لأنّ باله مشغول على هذه الكنائس التي تتعرّض للأخطار، على ما يشير سفر الرؤيا.

»يا تيموتاوس«، »تعالَ إليّ سريعًا«. الرسول يكتب من قلبه إلى ابنه العزيز. أوّل مرة يُذكَر تيموتاوس (= الذي يخاف الله) الذي يرافق الرسول في الرحلة الثانية، المدعوّة الرحلة الكبرى التي فيها وصل بولس إلى دلماطية (في يوغوسلافيا)، في أع 16: 1-2: »وكان في لسترة تلميذ اسمه تيموتاوس، وهو ابن يهوديّة مؤمنة وأبوه يونانيّ. وكان الإخوة في لسترة يشهدون له شهادة حسنة. فأراد بولس أن يأخذه معه، فختنه لأنّ جميع اليهود هناك كانوا يعرفون أنّ أباه يونانيّ«.

تيموتاوس الرفيق المفضّل، رافق بولس إلى تسالونيكي وبيرية، ولكنّه لبث مدّة في بيرية مع سيلا، بانتظار أن يلتحق ببولس بأسرع وقت (أع 17: 14-15). انتظرهما الرسول في أثينة (آ 16)، ولكنّهما لحقاه في كورنتوس (أع 18: 5). من كورنتوس كتب بولس رسالة إلى أهل تسالونيكي ووقَّعها مع »سلوانس (أو سيلا) وتيموتاوس« (1 تس 1: 1). ما حدث لبولس في تسالونيكي وبيرية، عرفه تيموتاوس، وكذلك ما حصل له في أفسس (أع 19: 22).

تسلّم هذا التلميذُ المهمّات من الرسول. أوّلها في تسالونيكي. أُجبر بولس على الهرب، فأرسل تيموتاوس »أخانا العامل مع الله (sunergon tou qeou) في بشارة المسيح ليشجّعكم ويقوّي إيمانكم« (1تس 3: 2). هو يعمل مع الله، يدًا بيد، فكيف لا ينجح؟ ويتابع الرسول كلامه: »الآن رجع إلينا تيموتاوس من عندكم وبشّر بما أنتم عليه من إيمان ومحبّة، وقال لنا إنّكم تذكروننا بالخير، وتشتاقون إلى رؤيتنا كما نشتاق إلى رؤيتكم« (آ 6).

وقبل أن يكتب بولس إلى كنيسة كورنتوس، مهّد لكتابته ببعثة تيموتاوس. قال: »ولذلك أرسلت إليكم ابني الحبيب الأمين في الربّ، وهو يذكّركم بمسيرتي في المسيح يسوع، كما أُعلّمها في كلّ مكان وفي جميع الكنائس« (1 كو 4: 17). لماذا الكلام عن »سيرة« بولس؟ لأنّ الهجوم بدأ عليه: هو رسول من الدرجة الثانية. هو ما رافق الربّ في حياته على الأرض، شأنه شأن بطرس ويعقوب ويوحنّا. وما يدلّ على ذلك ردّة الفعل لدى هؤلاء الخصوم: »انتفخوا من الكبرياء« (آ 18)، فودّ بولس أن يعرف »لا ما يقوله هؤلاء المتكّبرون، بل ما يفعلونه؛ فملكوت الله لا يكون بالكلام، بل بالفعل. أيّما تفضّلون؟ أن أجيء إليكم بالعصا أم بالمحبّة وروح الوداعة؟« (آ 19-21).

لا بدّ من شخص يأتي إلى الكورنثيّين »بـــروح الـــــوداعــة« (pneumati te prauthtoV). هو تيـموتـاوس يأتـي إليـهـم بالمحبـّة (agaph). نحـتـاج إلى شـخــص »حبيــب«: »فهو لي ولدٌ حبيب« teknon agaphton)). يتردّد ما يتعلّق بالمحبّة: نحتاج إلى مرسل أمين (pistoV). هل هي فقط أمانة بشرية؟ كلا، بل هي أيضًا أمانة نابعة من أمانة الرب .en kuriw هل هناك مسافة بين الرسول وتلميذه؟ كلاّ؛ فبولس نفسه قال: »هو يعمل مثلي wV kagw)) عمل الرب« (1 كو 16: 10).

هل انتهت مهمّة تيموتاوس؟ كلاّ. بولس يحتاج إليه. وضَعَه في الصورة: هو وحده مع لوقا. يُحسّ بالبرد فيحتاج إلى »عباءته« (2 تم 4: 13)، وحدّد له أين تركها: في ترواس عند كاربس. كما يحتاج إلى »الكتب«. لا مجال للبقاء محرومًا من الكتب المقدّسة، من »مصاحف الجلد«. فهي النور في خطانا والسراج في سبيلنا (مز 119: 105).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بولس لا يعرف الأشخاص الذين إليهم يوجّه رسالته
جلسنا بعض الوقت مع بولس في سجنه الثاني
القديس بولس | استدعى الذين كانوا وجوه اليهود
بالحق كل الذين كانوا قبلًا يعبدون الصور والحجارة ما كانوا يستطيعون
كانوا من مُتقي الرب الذين كانوا ينتظرون مولد المسيح


الساعة الآن 06:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024