رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر المعمودية (ع 1-8): 1 كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2 هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». 3 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». 4 قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5 أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. 6 اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7 لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 8 اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». ع1-2: الفريسيون:جماعة من اليهود حافظوا على صورة التقوى، وتمسكوا بتنفيذ الوصايا وتقاليد الشيوخ بتدقيق. ومعنى لقبهم "المفرزون"، وتميزوا بالتباهى، وهم من أشد المقاومين للمسيح أثناء خدمته. وكان منهم نيقوديموس، الذي كانت له مكانة اجتماعية ودينية -رئيس لليهود- أي أنه عضو في المجلس الأعلى لليهود، والذي يضم عظمائهم. ذهب ليلا للمسيح، وذلك لأمرين: أولًا: أن يتحرى بنفسه عن شخص المسيح، ولا يعتمد على ما سمعه. ثانيا: ألا ينكشف أمره، فاختار الظلام لهذه الزيارة، فلابد أنه كان يخشى معرفة باقي الفريسيين بهذه الزيارة. بدأ نيقوديموس حديثه مقدما احتراما لشخص المسيح، داعيا إياه معلما، وهو لفظ له دلالة خاصة عند اليهود. ولا يُطلَق على أي أحد. كذلك قدّم إيمانا، وإن كان إيمانه يحتاج لتأكيد. وهذا سبب الزيارة، كما سبق وأشرنا. ع3: أجاب يسوع دون أن يسأل نيقوديموس، ومن إجابة المسيح، نفهم أن السؤال كان يتعلق بالخلاص وشرط دخول الملكوت. كذلك في إجابة المسيح دون أن يُسأل، إعلان لنيقوديموس عن معرفة السيد لما بداخله، وهو إثبات للاهوته أيضًا. ع3-7: بدأ المسيح إجابته بتعبير استخدمه كثيرا، وهو: "الحق الحق أقول لك (لكم)"، وهذا التعبير يشير إلى صدق المتكلم وسلطانه وأهمية الموضوع. أما خلاصة كلام المسيح، وتعليمه أن الخلاص ليس قاصرا على اليهود (ع16)، بل هو متاح للكل، ولكن شروطه: (1) الميلاد من فوق: وهذا معناه ميلاد البنوة لله بالروح القدس، الذي يجعلنا أبناء للسماء، ونتغرب عن الشهوات الأرضية الشريرة. (2) الميلاد من الماء والروح: وهو نفس الميلاد السماوي السابق، ولكن من خلال صورته المنظورة في سر المعمودية المقدس. ولهذا، نرى حرص كنيستنا في التعليم بأنه لا خلاص بدون الميلاد الروحي من مياه المعمودية المقدسة، وأن شرط الإيمان وحده لا يكفي. ع4: نجد موقفا تكرر كثيرًا، وأبرزه القديس يوحنا، وهو قصور العقل الإنساني عن فهم القصد الإلهي. فنيقوديموس لم يفهم معنى الميلاد الثاني، ولم يتصور سوى الدخول مرة ثانية إلى بطن الأم. وقد حدث هذا أيضا، عندما تكلم السيد عن نقض الهيكل "جسده" (ص 2: 19)، وسيأتي أيضًا في حواره مع المرأة السامرية (ص 4: 7-14). ولكن مع هذا، لا يترك الله الإنسان إلا بشرح قصده له. ع7: هناك فرق كبير بين من ينتسب للسماء بميلاده الجديد، ومن ينتسب للجسد. ع8: "الريح": الكلام هنا عن الروح القدس وعمله السرى، فأنت لا تراه ماديا، ولكنك تدرك فعله وآثاره. فإذا رأينا شجرة تهتز بكل أوراقها وتنحنى، ندرك تعرضها للريح وتأثرها بها، دون أن نعلم مصدر الريح ولا إلى أين تذهب... هكذا الروح القدس، ندركه بآثاره على كل من أخذه وقبله في مسحة الميرون، أو وضع الأيدى الرسولية (أع 19: 6). وبالتالي، هكذا كل من وُلد من الروح، أخذ منه القوة والحب والحكمة والصبر والاتضاع والبصيرة الروحية. وتعطينا المعمودية أساسيات ثلاثة: الملكية لله وليس للشيطان، وأن نكون أقوى من الشيطان، وأن نصير ميالين للخير لا للشر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نيقوديموس إن قبولك المسيح |
نيقوديموس في حديثه نراه يُقّر بثلاثة أمور تُبرهن على عظمة الرب يسوع |
حديث السيد المسيح مع نيقوديموس |
نيقوديموس يزور المسيح |
نيقوديموس يزور المسيح |