|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَقام فيها أربَعينَ يَومًا يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: "كانَ معَ الوُحوش" فتشير إمَّا للتَّشديد على عزلة المعركة في البرِّيَّة، كما تلمِّح سيرة دانيال ورفاقه الذين كانوا مدعوِّين لاختيار الشَّخص الذي سيصغون إليه ويضعون ثقتهم به كأبناء: الله أم المَلك داريوس (دانيال 6: 17)، وإمَّا تشير إلى نبوءة أشعيا " تُلاقي وُحوشُ القَفْرِ الضِّباع ...وتَجِدُ لِنَفسِها مَكانًا مُريحًا "(أشعيا 34: 11-15)، أو تعطي فكرة سابقة عن وئام العَالَم تحت سلطة المسيح، كما ورد في نبوءة أشعيا " فيَسكُنُ الذِّئبُ مع الحَمَل وَيربِضُ النَّمِرُ مع الجَدْيِ ويَعلِفُ العِجلُ والشِّبلُ معًا وصَبِيٌّ صَغيرٌ يَسوقُهما "(أشعيا 11: 6). ولعَلَّ يعيد مرقس الإنجيلي قراءة الصفحات الأولى من سفر التكويّن معتمداً في خلفيته على رواية الخلق حيث كان آدم وحواء قبل الزَّلة يعيشان في انسجام مع الحيوانات والخليقة. فيسوع وهو ابن الله الحبيب هو الإنسان الجديد الذي أعاد الانسجام في الكون والحياة الجديدة، أو لعلَّ مرقس الإنْجيلي يقصد بها أيضًا وحوش الشَّر، كما يوحي صاحب المزامير" ثيرانٌ كثيرةٌ أَحاطَت بي وضَواري باشانَ حاصَرَتني فَغَرَت أَشْداقَها علَيَّ أُسودًا مُفتَرِسةً مُزَمجِرة" (مزمور 22: 13-14) |
|