منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2024, 01:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,401

دفاع بولس عن نفسه




بولس الرسول


دفاع بولس عن نفسه

ما إن ترك بولس كورنتوس حتّى جاء الخصوم إلى هذه الكنيسة التي أحبَّها واعتبر أنَّه الأب لها، بحيث يختلف عن الذين يأتون إليها: مثل »زائرين« أتوا ليزرعوا الفتنة ويطلبوا منفعتهم لا منفعة الجماعة، مثل »فلاسفة متجوِّلين« يطلبون المال حيث حلُّوا ويتَّهمون بولس بأنَّه متكبِّر لأنَّه يرفض كلَّ إعانة مادِّيَّة من كورنتوس. وهاجموا الرسول أيضًا لأنَّه »ضعيف وكلامه سخيف« (2 كو 10: 10). ثمَّ هو ما رأى الربَّ مثل سائر الرسل ولا اختبر قيامته مع الذين اختبروها، لهذا يُعدُّ رسولاً من الدرجة الثانية. إذا كان المسيح ما أرسله كما أرسل الآخرين 'الذين أعطاهم سلطانًا يطردون به الأرواح النجسة، ويشفون الناس من كلِّ داء ومرض« (مت 10: 1). بل هو عارض مشروع الرسالة الذي أطلقه الربُّ واعتبر أنَّ خبز البنين لا يُعطى للكلاب (مت 15: 27). فالربُّ قال لرسله: »لا تقصدوا أرضًا وثنيَّة، ولا تدخلوا مدينة سامريَّة بل اذهبوا بالأحرى إلى الخراف الضالَّة من بيت إسرائيل« (مت 10: 5-6). أمّا هذا الذي دعا نفسه »الرسول إلى الأمم« فيقول لليهود: »كان يجب أن نبشِّركم أنتم أوَّلاً بكلمة الله، ولكنَّكم رفضتموها، فحكمتم أنَّكم لا تستأهلون الحياة الأبديَّة، ولذلك نتوجَّه الآن إلى غير اليهود (أي: الأمم الوثنيَّة) فالربُّ أوصانا قال: »جعلتك نورًا للأمم لتحمل الخلاص إلى أقاصي الأرض« (أع 13: 46-47). وفي كورنتوس عينها حاول اليهود أن يقفوا في وجه الرسول، فعارضوه وشتموه. حينئذٍ »نفض ثوبه وقال لهم: »دمكم على رؤوسكم. أنا بريء منكم. سأذهب بعد اليوم إلى غيركم من الشعوب« (أع 18: 6). ثمَّ اشتكوا إلى غاليون، قنصل كورنتوس، فردَّهم خائبين فما استطاعوا سوى أن يصبُّوا غضبهم على رئيس المجمع سوستانيس. أمّا غاليون فما اهتمَّ لما يفعلون (آ17).

هؤلاء هم الخصوم الأوَّلون، وهجومهم عليه هجوم شخصيّ. ورافقهم من ندعوهم »اليهومسيحيّين«، أي أولئك المسيحيّون الذين أتوا من العالم اليهوديّ لا من العالم الأمميّ، أو الوثنيّ. ومن المؤسف أن يكون هناك مسيحيّون انجرُّوا في هذا التيّار ليعارضوا الرسول، ناسين أنَّهم إن »دمَّروا« الرسول دمَّروا الرسالة في الوقت عينه. قال عنهم بولس في الرسالة إلى فيلبّي: »عاقبتُهم الهلاك، وإلههم بطنهم (يهتمُّون بالأطعمة، فلا يأكلون ما هو نجس، رو 14: 1ي)، ومجدُهم (أي الختان. به يفتخرون) عارهم وهمُّهم أمور الدنيا« (فل 3: 19).

من أين جاء هذا الرسول؟ لا من قبل يسوع، ولا من قبل بطرس، وخصوصًا لا من قبل يعقوب أخي الربّ. أمّا برنابا فنفهم أنَّ كنيسة أورشليم أرسلته في مهمَّة خاصَّة إلى أنطاكية (أع 11: 22). ولكنَّ بولس يعلن بالفم الملآن: »ما استشرتُ بشرًا، ولا صعدتُ إلى أورشليم لأرى الذين كانوا رسلاً قبلي، بل ذهبتُ على الفور إلى بلاد العرب (حيث قضى ثلاث سنوات يتعرَّف إلى يسوع داخل الجماعات المسيحيَّة في حوران وفي شرقيِّ الأردنّ) ومنها عدتُ إلى دمشق« (غل 1: 16-17).

* * *

ماذا كان ردُّ بولس على هؤلاء الخصوم الآتين من العالم اليهوديّ، والمحاولين أن يدمِّروا الرسالة إلى كورنتوس، كما حاولوا أن يفعلوا في جماعات غلاطية حيث سُحرت عقولُهم ونسوا صورة المصلوب المرسومة أمامهم (غل 3: 1)؟

قالوا: هو متكبِّر فيرفض أيَّة مساعدة مادِّيَّة. تلك هي حرِّيَّة الإنجيل التي نادى بها بولس في كلِّ مكان مضى إليه لا على مستوى 'الفقرب فقط، بل على مستوى الحياة الزوجيَّة أيضًا. قال: »أما لنا حقٌّ مثل سائر الرسل وإخوة الربّ وبطرس أن نستصحب زوجة مؤمنة؟« (1 كو 9: 5). تحرَّر الرسول من واجبات الحياة الزوجيَّة، لكي »يهتمَّ بأمور الربِّ وكيف يرضي الربّ« (1 كو 7: 32). وتحرَّر من الأمور المادِّيَّة من طعام وشراب ومال، مع أنَّ له حقٌّا في ذلك. قال إلى جماعة كورنتوس: »أما لنا حقٌّ أن نأكل ونشرب؟ (1 كو 9: 3). وواصل كلامه: »أم أنا وبرنابا وحدنا لا يحقُّ لنا إلاَّ أن نعمل لتحصيل رزقنا؟ من هو الذي يحارب والنفقة عليه؟ من هو الذي يغرس كرمًا ولا يأكل من كرمه؟ من هو الذي يرعى قطيعًا ولا يأكل من لبنه؟« (آ6-7). وقدَّم الرسول شرحًا لعبارة وردت في سفر التثنية (25: 4 حول الثور الذي على البيدر) وأنهى كلامه. »من يخدم الهيكل يقتات من تقدمات الهيكل، ومن يخدم المذبح يأخذ نصيبه من الذبائح. وهكذا أمر الربُّ للذين يعلنون البشارة أن ينالوا رزقهم من البشارة« (آ13-14).

ورأى بولس أنَّ كلامه »بشريّ« (آ8). فبدا وكأنَّه يطالب بحقِّه، لأنَّ »غيرنا يأخذ« (آ12). هذا يعني أنَّ لنا حقٌّا. ويواصل الرسول: »ولكنَّنا ما استعملنا هذا الحقّ، بل احتملنا كلَّ شيء لئلاَّ نضع عقبة في طريق البشارة« (آ12).

كتب الرسول فظنُّوا أنَّه يطالب. فقال: »أنا لا أكتب هذا الآن لأطالب بشيء منها، فأنا أفضِّل أن أموت على أن يحرمني أحدٌ من هذا الفخر« (آ15). إذًا، بما أنَّه يأخذ مساعدة من غيرهم (2 كو 11: 7) ويحمل إليهم الإنجيل مجّانًا، فهذا يعني أنَّه لا يحبُّهم. وجاء جواب الرسول مليئًا بالعاطفة: »ألأنّي لا أحبُّكم، الله يعلم كم أنا أحبُّكم« (آ11). وهو سوف يقول لهم: أنا أريدكم أنتم، ولا أريد مالكم. ثمَّ إنَّ على الآباء أن يذخّروا الذخائر لأبنائهم، لا الأبناء لآبائهم.

* * *

وهاجموا بولس وهو الضعيف؟ فإلى ماذا يستند وهو الذي لم يعرف الربَّ مثلَ بطرس ويعقوب ويوحنّا الذين يُعتبرون العمد في الكنيسة؟ أوَّلاً، إن كان الربُّ ظهر للرسل، لبطرس، ليعقوب ولعدد كبير من الناس بعد قيامته. فهو أيضًا ظهر لبولس: »ظهر لي آخرًا، أنا أيضًا كأنّي سقط« (1 كو 15: 7: وُلد بشكل غير طبيعيّ فجاء هزيلاً، ضعيفًا). وقال في تواضعه: »فما أنا إلاَّ أصغر الرسل، ولا أحسب نفسي أهلاً لأن يدعوني أحدٌ رسولاً لأنّي اضطهدتُ كنيسة الله. وبنعمة الله أنا ما أنا عليه الآن، ونعمتُه عليَّ لم تكن باطلة، بل إنّي جاهدتُ أكثر من سائر الرسل كلِّهم« (آ9).

أمّا العلامات على أنّي رسول، فهي »المعجزات والعجائب والأعمال الخارقة« (2 كو 12: 12). وإذا عاملتُكم باللطف، فهل هذا يعني ضعفًا؟ كلاّ. بل سبق وقال في الرسالة الأولى: »أيُّها تفضِّلون؟ أن أجيء إليكم بالعصا أم بالمحبَّة وروح الوداعة؟« (1 كو 4: 21). وعاد في الرسالة الثانية: »فيقول أحدكم: ''رسائل بولس قاسية، عنيفة ولكنَّه متّى حضر بنفسه، كان شخصًا ضعيفًا وكلامه سخيفًا''. فليعلم هذا القائل أنَّ ما نكتبه في رسائلنا ونخن غائبون نفعله ونحن حاضرون« (2 كو 10: 10-11). ويتهكَّم الرسول بعض الشيء على الذين »يعظِّمون قدرهم« (آ12). يفتخرون بما عملوا، أو بما عمله الآخرون فينسبونه إلى نفوسهم. الافتخار يكون بالربّ »لأنَّ من يمدحه الربّ هو المقبول عنده، لا من يمدح نفسه« (آ16). واستعدَّ الرسول للمجيء إلى كورنتوس مرَّة ثالثة: »إن عدتُ إليكم فلا أشفق على أحد، ما دُمتم تطلبون برهانًا على أنَّ المسيح ينطق بلساني، والمسيح غير ضعيف...« (2 كو 13: 2-3).

* * *

وبماذا يفتخر هؤلاء الرسل الكذّابون، وهم يبشِّرون المؤمنين »بيسوع آخر غير الذي بشَّرناكم به؟« (2 كو 11: 4). هم يفتخرون بأمور بشريَّة. أجاب الرسل واعتبر أنَّه »جاهل« إن هو افتخر بهذه الأمور، فقال: »فالذي يباهون به، وكلامي كلام جاهل، أباهي به أيضًا. إن كانوا عبرانيّين فأنا عبرانيّ، أو إسرائيليّين فأنا إسرائيليّ، أو من ذرِّيَّة إبراهيم فأنا من ذرِّيَّة إبراهيم« (2 كو 11: 21-22). إذًا بماذا هم أفضل من رسولكم، أيُّها الكورنثيّون؟ »لأنَّهم يعاملونكم بقساوة«. نعم، »تحتملون كلَّ من يستعبدكم وينهبكم ويسلبكم ويتكبَّر عليكم ويلطمكم« (آ20). فيا للخجل! يا لخجلي ويا لخجلكم! وتقابلونهم بعد ذلك برسولكم بعد أن حسبتموهم »خدَّام المسيح«!

هنا أطلق بولس العنان لما قاساه من أجل الرسالة: »أنا أفوقهم في الجهاد، في السجون، في الضرب... بالجوع والعطش والبرد«. وهكذا بعد أن عرَّفنا الرسول أصله البشريّ، رسم أمامنا لوحة عمّا كابده في عمله الرسوليّ، وقد ذُكر بعضه في أعمال الرسل. وأنهى كلامه ففتح قلبه الرسوليّ: »وهذا كلُّه إلى جانب ما أعانيه كلَّ يوم من اهتمام بجميع الكنائس. فمن يضعف وأنا لا أضعف معه؟ ومن يقع في الخطيئة وأنا لا أحترق من الحزن عليه؟« (آ28-29).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بولس الذي دعا نفسه أكثر من مرة الرسول
دفاع بولس عن الرسالة
يصرخ بولس أنه نقى نفسه من أي هوى بشري مثل الحزن
مزمور 26 - في دفاع المرتل عن نفسه
هل دفاع المسيحي عن نفسه غلط


الساعة الآن 05:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024