إن آلام الأتقياء المؤمنين الذين يعيشون في وداعة وهدوء، غالية جدًا عند الله، فليس صراخهم فقط يحركه، بل مجرد تأوهم يجعله يسرع إلى استماعهم والاستجابة لهم.
تدخل الله السريع وتنازله بأن يميل أذنه إليهم يطمئن الودعاء ويعطيهم ثباتًا واستقرارًا داخليًا، فلا يعودوا ينزعجوا من الضيقات الخارجية، حتى لو استمرت فترة، بل يعطيهم بركة وعمقًا روحيًا وتلذذًا داخليًا أثناء الضيقة.
استماع الله لتأوه الودعاء الذين يطلبون عدله وإنصافه لهم أمام ظلم الأشرار يكمل في ملكوت السموات عندما يمجدهم معه إلى الأبد، ويعاقب الأشرار في العذاب الأبدي.
إن الودعاء في العهد القديم تأوهوا إلى الله؛ لينجيهم من قسوة إبليس، فتجسد في ملء الزمان وقيد الشيطان بصليبه، وأصعد آدم وبنيه من الجحيم إلى الفردوس.