رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا. [6] يظهر الله طول أناته عليهم، فإن كان آباؤهم قد تمردوا عليه وعلى خدامه منذ نشأتهم كأمةٍ في مصر حيث قال اليهود لموسى: "من جعلك رئيسًا وقاضيًا علينا؟" (خر 2: 14)؛ وبعد الخروج حيث تذمر الشعب مرارًا وتكرارًا ضد موسى وهرون، وعبدوا العجل الذهبي. وأيضًا حتى بعد دخولهم أرض الموعد حيث طلبوا لأنفسهم ملكًا كسائر الشعوب (1 صم 8: 5)، فقال الرب لصموئيل النبي: "لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم" (1 صم 8: 7). كثيرًا ما عصوا الوصية، وعبدوا الأوثان، وارتكبوا الرجاسات. يقول: "من أيام آبائكم حدتم عن فرائضي، ولم تحفظوها" ]7[. يكشف لهم إنهم عوض الرجوع إليه كمَّلوا كأس شر آبائهم. وكما يقول عزرا: "منذ أيام آبائنا نحن في إثم عظيم إلى هذا اليوم" (عز 9: 7). لم يتركهم في حيرة، بل قدم لهم العلاج، بعودتهم إليه، فهو وحده سرّ شفائهم من أمراضهم المستعصية. فالتوبة ليست مجرد تراجع عن الخطية، إنما ما هو إيجابي فيها هو الرجوع إلى الله، وانشغالهم به على الدوام. في عدم قدرة على إدراكهم لحقيقة أعماقهم قالوا: "بماذا نرجع؟" كانوا يظنون وهم في شرورهم وغدرهم بالله وبإخوتهم الضعفاء أنهم مع الله، وأنه ساكن في وسطهم لمجرد اهتمامهم بأورشليم ووجود الهيكل فيها. |
|