وبالرغم من هذا الموت لا يقدم أي هبة ألا انه نافع بالنسبة للمسيحيين وعبيد الله؛
إذ يبدأون يشتاقون للاستشهاد فالموت يعلمنا ألا نخاف الموت.
أنه بمثابة تدريب لنا.
يقدم للفكر أمجاد الثبات،
وبالتأمل فيه نستعد للإكليل.
اعتراض:
ربما يعترض أحد قائلاً (مما يحزنني في هذا الموت الحالي، الناجم عن الوباء، هو أنني قد تهيأت للاعتراف (احتمال الاضطهاد) وكرست حياتي لاحتمال الآلام بكل قلبي بشجاعة لكنني ربما أحرم من الاستشهاد، أن اختطفني الموت".
أولاً:
الاستشهاد ليس من سلطانك بل هو عطية من الله فليس لك أن تعترض إن فقدت ما لست مستحقاً له.
ثانياً:
الله فاحص القلوب والكلى، العارف بخفايا الأمور ينظرك ويكرمك ويزكيك متى رأي ثباتك في الفضيلة في الفضيلة ويكافئك عنها... الخ.
فالله الديان يتوج خدامه الذين تهيأت أفكارهم حياتهم للاعتراف والاستشهاد (ولو لم يستشهدوا)،
لأنه لا يطلب دمنا بل إيماننا.
إذ لم يستشهد إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب ومع ذلك استحقوا تلك الكرامة أن يكونوا المتقدمين بين البطاركة هؤلاء دعوا إلي الوليمة إذ وجدوا مؤمنين وأبرار ومستحقين للمديح.