منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 02 - 2024, 07:44 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,909

زوادة اليوم:
الوصفة العجيبة
زوادة اليوم: الوصفة العجيبة 2024/2/22

جاءني عابسًا مغمومًا، وكأنَّه يحمل على كتفيه جبالاً من الهموم
، وإرتمى على الأريكة متأفِّفًا لاعناً الدّنيا والتاريخ والحياة.

- ما بك يا صاحبي؟ بالأمس القريب فقط،
كانت ضحكاتك ترنُّ وتملأ الفضاء
، وكانت مشاريعك تمشي على قدمين وتركض من نجاح إلى آخَر.
.. ماذا جرى؟ أفِدني.

- وعينكَ ما زالت مشاريعي تضجّ وتزدهر
، وما زال الدولار يهرول بمتعة نحو خزائني،
لكن القضيَّة لا تكمن هنا، إنَّها تتعلّق بالمعنى،
بل قل كما تقول انت دومًا :

"الشَّبَع الداخليّ".

فإنّني يا صاحبي أشعر بالفراغ، الفراغ الرّهيب
، والَّذي حاولت جاهدًا أن أسكته وأملأه بمباهج الدُّنيا والحفلات الصّاخبة وأطايب الطّعام فإزداد فراغًا وإتِّساعًا!!!

إنّني أشعر في نفسي هوّة عظيمة، لا تشبع ولا تريد أن تشبع.

دُلّني على وصفة تُريحني، تسدُّ رمقي وجوعي وترفعني إلى فوق.... فوق المادَّة وفوق المباهج وملذّات الدنيا الَّتي لم تنجح في سدّ هذا الفراغ..

دُلَّني وقُدني إلى الفرح الَّذي يملأ حياتك،
وأنت لا تعرف البحبوحة كما أعرف، ولا تُكدِّس الأموال كما أفعل!!!....

فإبتسمتُ إبتسامة خفيَّة وقلتُ في نفسي : لقد حان الوقت.

فلطالما تحدَّثتُ معه وكان يقول :

يوماً آخر.. ليس الآن..

وتنهدتُ وقلتُ :

"إفتح عينيْك يا صاحبي كلّ يوم على كلمة الله ،
تأمَّل في الموعظة على الجبل، ورافق معلّم الأجيال في جولانه وجولاته ومحطّات آلامه، وتنفّس بعمق من نُسيمات الإيمان وطلّ المحبّة،
وإشرب من ماء الحياة وكُل من على مائدة الربّ خبزَ الحياة، فتنام هادئًا، مطمئنًا يداعب الرّجاء أجفانك.

إنَّها وصفة طبيَّة من فوق يا صاحبي، من العلاء،
من لدُن مَن أحبَّنا حتَّى المُنتهى.

وصفة طبيَّة تجعل الذئب حمَلاً، والعوسج وردًا،
والعويل ضحكًا، والنحيب ترنُّماً.

إرتسمت الحيْرة على وجه صاحبي وقال : أين أجد مثل هذا الدواء؟

فقمتُ إلى كتاب الحياة، وأمسكته برفق
بعد أن طبعتُ على جبينه قبلة الشّكر والعرفان،
ثُمَّ فتحتُ أوراقه وقرأتُ له الموعظة على الجبل؛
أروع ما خطَّ قلم وأبدع أدب، وأجمل وأقدس ما إحتواه كتاب.

إنبهر صديقي وإستكان ثمَّ ما لبث أن قال :

- إذن الزَّاد هنا والماء الحيّ هنا.. والأهمّ الحياة هنا...
. وأشار إلى كتاب الحياة؛ الكتاب المُقدّس.

فابتسمتُ إبتسامة الرِّضا وهززتُ رأسي موافِقًا، وإزدادت نفسي شبَعًا.

«يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ،"

(يو ٦: ٦٨)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زوادة اليوم: 2024/4/22
زوادة اليوم: كلّ شي إلو وقت 2024/4/20
زوادة اليوم: صوم لربَّك 2024/2/20
زوادة اليوم: لا تخف : 9 / 1 / 2024 /
الوصفة العجيبة


الساعة الآن 09:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024