v الآن غفران الخطايا يخص رئيسيًا الدينونة المُقبِلة. ففي هذه الحياة لا زال يتحقَّق المكتوب: "نير ثقيل وُضِع على بني آدم، من يوم خروجهم من رحم أمهاتهم إلى يوم دفنهم في أم جميع الناس" [1]. هكذا نرى حتى الأطفال الصغار بعد غسلهم في جرن الميلاد الجديد يعانون من شرورٍ كثيرةٍ، وهكذا نفهم أن أثر أسرار الخلاص يناسب بالحريّ الرجاء في خيرات الدهر الآتي أكثر من حفظ الخيرات الحاضرة واقتنائها.
بالمثل كثير من الخطايا تبدو الآن كما لو يُغفل عنها وتعبر دون عقوبة، لأن القصاص عنها محفوظ للحياة العتيدة، فليس باطلًا دُعِي ذلك اليوم بيوم الدينونة، حيث يأتي ديان الأحياء والأموات... يقول الرسول: "لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكِم علينا. ولكن إذ قد حُكِم علينا نؤدب من الربّ لكي لا نُدَان مع العالم" (1 كو 11: 31-32)[3].