مقدمة العظة على الجبل (ع 1-2):
1 وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2 فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلًا:
ع1: تكاثرت الجموع خلف المسيح، فخرج بهم إلى الجبل ليحدثهم بكلامه المحيى.
والجبل يشير روحيا إلى الارتفاع عن الماديات، والقوة والثبات الروحي. وتكلم معهم في خطاب طويل استغرق ثلاثة أصحاحات، ويُعتبر دستورا للمسيحية فيه أهم تعاليمها. وقد اقترب منه تلاميذه لمحبتهم فيه.
"صعد": كان هناك جموع كثيرة تتبع المسيح، وهي التي ذُكرت في نهاية الأصحاح السابق. وحتى يسمعوه ويروه بوضوح، صعد مسافة صغيرة على الجبل وجلس، واقترب منه تلاميذه. أما باقي الجموع، فجلست أمامه على الأرض في الوادى المتسع؛ وهذا الجبل هو أحد الجبال القريبة من كَفْرَنَاحُومَ في الجليل.
ع2: بدأ المسيح يتكلم ويعلم الجموع بكلام مباشر، وهذه العظة هي من أشهر عظاته.
وقد يكون كرر بعض معانيها في مناسبات أخرى، ولكنها -من أهميتها- تُعتبر دستورا للمسيحية. وقد كانت عظته بمثابة تفسير للناموس، مضيفا إليه كمال الحياة المسيحية، فما جاء لينقض الناموس بل ليكمله (ع17).