وتمسَّك بمشورة قلبك، فإنه ما من أحد مُخْلِص لك أكثر منه [13].
يود أن يُوَجِّه تلاميذه إلى أعماقهم، فتكون قلوبهم مُقَدَّسة في الربّ، فتُخلص لهم أكثر من الأصدقاء والمشيرين. من الخطورة أن نظن في التواضع وطلب المشورة أن يسلك الإنسان بروح الضعف وعدم الثقة في النفس. فقد خلق الله الإنسان ليكون قائدًا في الربّ.
عندما صار السيد المسيح صبيًا في الثانية عشر من عمره، أكد دوره القيادي بقوله للقديسة مريم: "ينبغي لي أن أكون فيما لأبي" (لو 2: 49). لقد قضى ثلاثة أيام في الهيكل وكان جالسًا في وسط المُعَلِّمين يسمعهم ويسألهم، وكل الذين سمعوه بُهِتوا من فهمه وأجوبته. يُحسَب هذا التصرُّف ثورة في عالم الصبيان، فلا نستخفّ بهم، بل نحترم رسالتهم وشخصياتهم وإمكانياتهم ودورهم.