01 - 02 - 2024, 03:27 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
v سؤال: يوصي الرب: "من سخرك ميلًا واحدًا، فاذهب معه اثنين" (مت 5: 41). ويُعَلِّمنا الرسول أن نخضع بعضنا لبعضٍ في خوف المسيح (أف 5: 21)، فهل نلتزم بالطاعة لكل أحدٍ، لأي إنسان يعطينا أوامر؟
الإجابة: يختلف الأمر حسب الذين يعطون الأمر، يلزمهم ألا يجحفوا طاعة الذين يتقبَّلون الأمر. موسى لم يرفض أن يسمع لحميه يثرون عندما قَدَّم له مشورة صالحة (خر 18: 19). لكن بالتأكيد يوجد اختلاف ليس بالهيِّن في الأوامر، فالبعض يُقَدِّمون أوامر ضد وصايا الرب، وآخرون يفسدون وصايا الرب، يُزَيِّفونها بطرقٍ متنوعة بمزجها بأمورٍ ممنوعةٍ، وآخرون يعطون أوامر تتَّفِق مع الوصية. آخرون أيضًا وإن كانوا لا يتَّفِقون مع الوصية بوضوح، غير أنهم يساهمون ويساعدون على تنفيذها. إذن من الضروري أن نتذكَّر وصية الرسول القائل: "لا تحتقروا النبوات؛ امتحنوا كل شيء، تمسّكوا بالحسن. امتنعوا عن كل شبه شرّ" (1 تس 5: 20-21). مرة أخرى يقول: "هادمين ظنونًا وكل علوٍّ يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكرٍ إلى طاعة المسيح" (2 كو 10: 5). بهذا إن أُمرنا أن نفعل شيئًا يتفق مع وصايا الرب أو ما يساهم في إتمامها أو يساند النفس، يلزمنا أن نَقْبَل الأمر بغيرة واهتمام حسب إرادة الله، ونُحَقِّق المكتوب: "محتملين بعضكم بعضًا في المحبة التي للمسيح" (أف 4: 20).
أما إذا أُمرنا أن نفعل شيئًا ضد وصايا الرب، أو شيئًا يبدو أنه يُفسد الوصية أو يزيّفها، فقد حان الوقت للقول: "ينبغي أن يُطَاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29)، ونتذكَّر الربّ القائل: "أما الغريب فلا تتبعه، بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء" (يو 10: 5).
يليق بنا أن نأخذ بعين الاعتبار الرسول الذي أراد أن يُعِيد تأميننا، فتجاسر ليتحدث حتى عن الملائكة قائلًا: "ولكن إن بشّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم فليكن أناثيما" (غل 1: 8).
من هذه الأقوال نتعلَّم أنه حتى إن كان الشخص عزيزًا علينا جدًا، وربما في مركزٍ كبيرٍ وموضع إعجاب، لكنه يعرِّفنا ما يطلبه ربّنا، أو يأمرنا أن نفعل شيئًا يمنعه الرب، هذا الشخص يلزم نبذه، ويُشجب بواسطة كل الذين يُحِبّون الرب.
|