كم أتمنى لو لم يكُن هناك سوى شخص واحد يصرخ قلبه رغبةً في أن يكون الدور الأكبر عنده هو الحقَّ وبهجة الحياة — بدلاً من الحزن والغمِّ، وبدلاً من البؤس والحياة المنحرفة — فستعلو عندئذ هذه الصرخة من صدور الملايين من الناس الآخرين بكل تأكيد. فيمكننا آنذاك أن نعلن لهم: «نعم، أنتم على حقٍّ، وبإمكانكم الإيمان بهذا، ولَمَّا كان الله موجودًا، فأنتم مُحِقُّون عندما لا تقرُّون بأن شكل المجتمع الحالي هو أفضل ما يمكن الوصول إليه. وأنتم مُحِقُّون أيضًا عندما تؤمنون بأنه سيأتي إلى حيِّز الوجود في يوم من الأيام مجتمع كنيسة يعيش حياة مسيحية مشتركة على هذه الأرض، أيْ مجتمع من رجال ونساء يسوده السلام والفرح. فأنتم على حقٍّ. فآمِنوا بذلك! فكما أن الله موجود حقًّا في السماوات، وكما أن المسيح قد وُلِد بالتأكيد، وكما أن الإنجيل يُبشَّر به فعلاً، فكذلك سيكون هناك مجتمعٌ يُمَثِّل ملكوت الله على هذه الأرض! لذلك، آمنوا واعقدوا الآمال على هذا الملكوت، حتى لو كان اكتمال تحقيقه لا يزال في انتظارنا.»