v "من أراد أن يُخَلِّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه" (مت 16: 25-26). هذا معناه: إني أقضي بهذه الأمور ليس لأني لا أَهتمّ بكم، بل لأنني أَهتمّ بكم جدًا.
في الواقع من يسند طفله على الدوام يُحَطِّمه، أما الذي لا يسنده هكذا يُخَلِّصه. يقول الحكيم نفس الشي: "إن ضربت (ابنك) بعصا لا يموت، بالحريّ تنقذه من الهاوية" (راجع أم 23: 13-14). وأيضًا: "من دلل ابنه فسيضمد جراحه" [7].
هذا أيضًا الحال في الجيش. فالقائد المهتم بجنوده يأمرهم بالبقاء الدائم في المدينة (دون التدريب العسكري)، لا يُسَبِّب موتهم وحدهم بل والآخرين في المدينة أيضًا...
لا تبقى في الداخل، بل اخرج وحارب. فإنك وإن سقطت في المعركة فستحيا. إن كان في الحروب الأرضية الشخص المستعد أن يُقتَل له تقديره الخاص عن غيره، لا يُقهَر ويكون مُرعبًا للعدو، فإنه حتى بعد موته لا يستطيع الملك الذي أعطاه السلاح أن يعيده إلى الحياة، كم بالأكثر يليق بالشخص أن يُقَدِّم حياته للموت فيجدها (مت 16: 15). أولًا لا تؤخذ حياته بسرعة، وثانيًا حتى وإن سقط فتُقَدَّم له حياة أسمى.