رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عرف المسيحيون الأُوَل كلمة "إنجيل" بمعنى "أخبار مفرحة للعالم" أما القديس مرقس فكما يرى غالبيّة الدارسين هو أول من استخدم هذا التعبير ليقصد به السفر نفسه الذي يعرض حياة السيد المسيح كأخبار مفرحة للعالم(12). ويبدو أن هذه الكلمة كانت محببة جدًا لنفس هذا القديس، فنجده يضعها عنوانًا للسفر بقوله: "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مر 1: 1). كما كرَّر التعبير في أكثر من موضع، فحين تحدث عن حمل الصليب ذكر قول السيد: "مَنْ يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها" (مر 8: 35)، بينما لم يذكر الإنجيليان متى ولوقا تعبير "الإنجيل" في نفس الموضع (مت 16: 25؛ لو 9: 24). وأيضًا حين أورد حديث السيد المسيح عن الترك، قال: "ليس أحد ترك بيتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا لأجلي ولأجل الإنجيل إلاَّ ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان... وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" (مر 10: 29)، وأيضًا لم يذكر متى الإنجيلي تعبير "إنجيل" في نفس الموضع (مت 19: 29). كثيرًا ما كرر كلمة "إنجيل (بشارة)" (مر 1: 14-15، 14: 9)، فإذ كرز بين الأمم الوثنيين والفلاسفة خاصة في مدينة الإسكندرية كان لهذه الكلمة طعمًا خاصًا لديه، فقد شعر بالفرح الحقيقي الذي انفتح بابه على الأمم بمجيء السيد المسيح وتقديمه ذبيحة الصليب كسّر مصالحة الأمم والشعوب مع الله. |
|