رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرد على أبوة يوسف ليسوع: لقد ذكرت الأناجيل في الحقيقة ان يسوع هو ابن يوسف: – “وهو على ما كان يُظن ابن يوسف”(لوقا33:3). – عندما قال فيليبس الى نتنائيل:”إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء قد وجدناه وهو يسوع بن يوسف من الناصرة”(يو45:1). – عندما قال اليهود عنه”أليس هذا هو يسوع بن يوسف الذي نحن نعرف اباه وامه فكيف يقول إني نزلت من السماء”(يوحنا 42:6) وهذا الدور كأب ليسوع يتطلب نعمة وقداسة خاصة، فكما جاء في سفر دانيال ان نبوكدنصّر ملك بابل قد إختار أشخاصاً “لاعيب فيهم حِسان الـمنظر يعقلون كل حكمة ويدركون العِلم ويفقهون الـمعرفة ممن يكونون أهلاً للوقوف في قصر الـملك”(دانيال4:1)، فماذا عن يوسف والذي سيكون مع العذراء مريم مسؤلاً عن الطفل يسوع، الكلمة الـمتجسدة، قدوس الله؟. لـم يحصل اي قديس بخلاف العذراء مريم والقديس يوسف على مثل هذه النعمة ان يقدم خدمة مباشرة لله الـمتجسد. لقد إختار الله الآب القديس يوسف ليكون مسؤلاً عن وحيده كما فعل يسوع وهو على الصليب وطلب من يوحنا تلميذه ان يأخذ مريم أمه “هذه هى أمك”، فلنا ان نتصور ان الآب السماوي قال ليوسف”هذا هو إبنك”. إنـه لأكثر شرفاً أن يكون القديس يوسف أبـاً إعتباريـا ليسوع الـمسيح من أن يكون فقط أبـاً بالتبني لإبن العذراء لهذا كانت السماء حريصة على مشاركة القديس يوسف في عمله فكانت رسائل السماء له في أحلام. إن أبوة القديس يوسف للسيد الـمسيح أضفت إليه من النعم والبركات ما يفوق الوصف ويكفى ان الله الآب وضع في قلب يوسف كل حنان وحب وحكمة ورحمة الآب السماوي للأب الأرضى للعناية بإبن الله الوحيد. منذ أيام الآباء وحتى اليوم لا يزال توصف أبّوة يوسف بأنها ظنّية أو شكلية، بالتبنـى أو إستعاضية، مُعيلة أو بديلة، شرعية، روحية وبتولية. صفة أب ظني اي إعتباريـاً لا بالفعل كما جاء في انجيل لوقا “وكان على ما يُظَن ابناً ليوسف”(لو23:3) وذلك لأن اليهود لم يكن يتصورون ان الإله الواحد ممكن ان يكون له ولد. ولكن نحن اليوم نعتبره أباً ليسوع بكل ما في معنى الأبوة من مسؤولية ورعايـة. والأبـوة عـمـومـا لهـا عدة أنواع أو أشكال وهـى: أب بالتبني – وهذه الصفة قاصرة لأنه لم يتم تبنى يسوع بإجراءات قانونية عقب زواج مريم ويوسف فهو كان حقاً ابن مريم امراءة يوسف ومن أجله رضى يوسف “ان ياتى بها الى بيته”. أب معيل – وهى صفة غير كافية وتجعل دور يوسف يقتصر على الإعالة الـمادية ليس إلاّ. أب شرعي– هى صفة قد تعترف للمسيح بالحقوق الوراثية ولكن يوسف هو أب ليسوع بحكم زواجه بـمريم فقط. أب روحي– هى ايضا صفة غير موفقة لانها توحي بأبوة في مجال الفكر او في الحياة الروحية. أب بتولـي – وهى صفة قد اطلقها القديس اغسطينوس وذلك لأن بتولية القديس يوسف الفريدة هى التى تجعلنا نفهم أبوته الفريدة ولكن قد تقام مقارنة بين امومة مريم البتولية وأبوة يوسف البتولية بينما هناك فرق شاسع وكلي بين هذه وتلك فمريم العذراء ساهمت في تكوين جسد يسوع اما يوسف فلا. وعليه تكون كل تلك التسميات قاصرة فهذه الإبوة فريدة لا مثيل لها ويصعب تحديدهـا بكلمة واحدة ولهذا اكتفى البابا لاون الثالث عشر بهذه التسميـة “يوسف أبو يسوع”. |
|