v عندما أستدعي كل هذه الأشياء في ذاكرتي (إن كنت أتحدث حسب مشاعر)، فإني أُضرَب بنوعٍ من المخافة الرهيبة ورعبٍ باردٍ، لئلا خلال تشتيت الفكر والانشغال بالأباطيل أسقط من محبة الله وأصير موضع إهانة للمسيح. لأن ذاك الذي يخدعنا الآن ويسعى بكل وسيلةٍ أن يحثنا على تجاهل المُحسِن إلينا خلال الارتباك بإغراءات العالم التي تقفز علينا وتطأ علينا لتحطيم نفوسنا، عندئذ في حضرة الرب توبّخنا على وقاحتنا، وتشمَت لعصياننا وارتدادنا. ذاك الذي لم يخلقنا قط ولا مات لأجلنا ليحسبنا بين تابعيه في عصيانٍ وإهمالٍ لوصايا الله.
هذه الإهانة الموجهة للرب، وهذه النصرة لعدوّنا تبدو لي أكثر رعبًا من عقوبات جهنّم، لأننا نعطي لعدو المسيح المادة ليفتخر، والحجة لكي يتشامخ على من مات لأجلنا وقام. من أجل ذلك فإننا مدينون له بمعنى خاص جدًا كما هو مكتوب (رو 8: 12). لهذا يليق بنا بالأكثر أن نراعي محبة الله.
ليس هدفي، كما قلت سابقًا، أن أعرض كل الموضوع، إذ هذا مستحيل، بل أن أغرس في نفوسكم باختصار تذكُّر الاحتفاظ بالشوق الإلهي يقظًا داخلكم.
القديس باسيليوس الكبير