رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في المعتمدين والأشابين في المعتمدين اعتادت الكنيسة المقدسة أن تعمد أولادها في اليوم الثامن وإلى الأربعين وذلك لأن المؤمنين في العهد القديم كانوا يختتنون في اليوم الثامن (تك 17: 12 ولا 12: 3 و لو 2: 21)، والختان في العهد القديم كان رمزاً إلى العماد في العهد الجديد كما أسلفنا. فلا يجوز أن تطول مدة القيام بعماد الأطفال أكثر من أربعين يوماً خوفاً من موت الفجأة. لأنهم إذا ماتوا قبل العماد لا يعاينون مجد المسيح كقوله الطاهر: «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يدخل ملكوت الله» (يو 3: 5)، ولكنهم لا يعذبون أيضاً لأنهم لم يرتكبوا ذنباً شخصياً بل خطيتهم الأصلية قد ورثوها من أبيهم آدم. وهذا ما قاله القديس غريغوريوس الثاولوغوس: «إن الأطفال غير المعتمدين إذا ماتوا لا يمجدون ولا يعذبون من الديان العادل لأنهم وإن كانوا غير متنورين وغير مقدسين بالمعمودية فإنهم لم يخطئوا خطية شخصية، ولذا لا يستحقون كرامة ولا قصاصاً» (في الخطايا 16). وأما إذا كان المؤمنون كبار السن حديثي الدخول في الإيمان فتبقيهم الكنيسة مدة بدون عماد تعلمهم في خلالها الأصول الإيمانية وتدربهم على الانخراط في سلك الديانة المسيحية كما وضع ابن العبري في كتاب الهدايات: «إن الموعوظين يوعظون ثلاث سنوات» (الهدايات ب 3 ف4)، وقبل العماد يبحث عن سيرتهم ورسوخ قدمهم في الإيمان، فإن كانوا قد فعلوا كل شيء حسناً فليعتمدوا وإلا فلا، كما ورد في قوانين الرسل: «من استعد للتعميد فليبحث عن سيرته هل أكمل كل شيء حسناً، فإذا شهد لهم الآتون بهم أنهم فعلوا هكذا فليسمعوا الإنجيل من اليوم الذي يقدمونهم فيه فإذا قرب اليوم الذي يعمدونهم فيه فليستحلف الأسقف كل واحد منهم لكي يعرف أنهم أطهار، وإذا كان واحد ليس طاهراً فليعزل ناحية لأنه لم يسمع الكلام بأمانة» (المجموع الصفوي ب 3 ص 20)، فالموعوظون إذاً لا يعمدون قبل كمال المدة إلا إذا طرأ عليهم دنوّ الأجل كقول ابن العبري في كتاب الهدايات» (باب 2 ف 5). الحبالى لا يمنعن عن العماد متى شئن كما قرر مجمع قرطجنة: «والحبالى لا يمنعن عن العماد أي وقت شئن وليس بين الولد والوالدة شركة في المعمودية لأن كل إنسان يجب أن يظهر إقراره منفرداً» (ق 83). |
|