أوضح القديسباسيليوسالتمييز بين الضحك المُفسِد والضحك بمعنى فرح النفس وتهليلها بالله.
v الانغماس في الضحك بطريقة غير مُنضبِطة ومبالغ فيها علامة على الإسراف ونقص ضبط الإنسان لمشاعره، والفشل في قمع طيش النفس باستخدام العقل بحزمٍ. أنه ليس بالأمر غير اللائق أن نشهد عن مرح النفس بابتسامة مبهجة، إن كانت فقط توضح ما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). أما الضحك الأجش والذي بلا ضبط لحركات الجسم فهو ليس بمؤشر عن نفس لها تدبيرها الحسن أو عن وقارٍ شخصي أو من يسود على نفسه.
هذا النوع من الضحك يشجبه الجامعة خاصة بكونه مُخَرِّبًا لثبات النفس، وذلك بالكلمات: "للضحك قلت خطأ (مجنون)" (جا 2: 2). مرة أخرى: "كصوت الشوك تحت القدر هكذا ضحك الجهلاء" (جا 7: 6). علاوة على هذا فإن الرب يظهر أنه مارس هذه العواطف الضرورية المُلازِمة للجسم، كما أيضًا تلك التي ترتبط بالفضيلة، كمثال الحزن على الحزانى والحنو عليهم، ولكن كما نعلم من قصة الإنجيل أنه لم يضحك قط. على العكس لقد أعلن عن الذين يستسلمون للضحك أنهم غير سعداء (لو 6: 25).
لا نسمح لكلمة (الضحك) أن تخدعنا إذ لها معنيان. فكثيرًا ما تستخدمها الأسفار المقدسة عن فرح الروح وبهجة المشاعر التي تتبع الأعمال الصالحة. كمثالٍ تقول سارة: "قد صنع إليَّ الله ضحكًا" (تك 21: 6). ويوجد قول آخر: "طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (لو 6: 21). بطريقة مماثلة كلمات أيوب: "عندما يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21). كل هذه الشواهد للبهجة يشير إلى مرح النفس عوض المرح الصخب. لذلك من يكون سيدًا لكل هوى ولا يشعر بهياجٍ في مسرته، أو على الأقل لا يظهر تعبيرات خارجية بل يميل إلى ضبط كل لذَّة ضارة بحزمٍ، مثل هذا فهو عفيف كامل، وهو في نفس الحق تحرَّر من كل خطية بكل وضوح.