|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v "مثل الغنم للهاوية يُسَاقون؛ الموت يرعاهم" (مز 49: 14). هذا الذي يقود إلى السبي أولئك الذين يشبهون البهائم، ويُقارَنون بالقطعان البليدة مثل غنمٍ، التي بلا عقلٍ ولا قدرةٍ على الدفاع عن نفسها، وهو عدو نزل بهم إلى سجنه، وسَلَّمهم إلى الموت ليرعاهم. فإن الموت قد ملك عليهم من أيام آدم حتى قيادة موسى (رو 5: 14)، حتى جاء الراعي الحقيقي وبذل حياته من أجل قطيعه، وأقامهم معًا وقادهم (يو 10: 3-18) من سجن الهاوية إلى فجر القيامة، وسَلَّمهم للأبرار، أي لملائكته لكي يرعوهم. "ويسودهم المستقيمون في الصباح (الغداة)". كل مؤمنٍ يصحبه ملاك مستحق أن يتطلَّع إلى الآب في السماء. هؤلاء المستقيمون إذن، يسودون عليهم عندما يتحررون من أقسى عبودية مُرَّة، ويسودونهم في الصباح، بمعنى عندما يتقدَّمون في شروق النور. تأملوا في كل مجموعات الكلمات المكتوبة. عندما كان الإنسان في كرامةٍ لم يفهم، صار يُشبه بهائم بليدة. ذاك الذي له كرامة، ولم يعرف نفسه بسبب الخطية الساكنة فيه، صار يُشبه بهائم بليدة. لذلك إذ تَغَرَّب عن كلمة الله، وصار بهيمة عجماء، ساقه العدو مثل قطيع غير مُعتنى به، وألقى به في الهاوية، وسَلَّمه إلى الموت ليرعاه. لذلك إذ يخلص من هذا، ويتحرَّر من الراعي الشرير (الموت)، يقول: "الرب راعي" (مز 23: 1). لا يعود بعد موت بل حياة، وعوض السقوط تكون قيامة، وعوض الخداع يكون الحق. "ومعونتهم تبلى في الهاوية" (مز 48: 14) LXX. ربما يتكلم هنا عن الموت، إذ لا يمكن بكل عونه أن يحفظ من رعاهم، هذا الذي يُحَطّمه (المسيح) الذي له سلطان على الموت (عب 2: 14)، فإن كل معونتهم قديمة وضعيفة. في ذلك الوقت معونة هؤلاء الذين خُدِعُوا في الفكر، وكانوا متشامخين بسبب الثروة أو المجد أو السلطان، يظهرون باطلًا. "تبلى في الهاوية" إذ يتحقَّق ضعفهم. أو ربما معونة الأبرار الذين خلصوا بالرب تنحل في الهاوية، إذ لم ينالوا بعد الوعود، لأن الله أَعَدَّ لنا ما هو أفضل، وهو أن الذين سبقونا "لن يكملوا بدوننا" (عب 11: 40). "إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية، لأنه يأخذني" (مز 48: 15) LXX. واضح أنه يتنبأ عن نزول الرب إلى الجحيم، هذا الذي يخلص نفس النبي مع آخرين، ولا يبقى هناك. القديس باسيليوس الكبير |
|