ها إن السماء وسماء السماء والهاوية والأرض تتزعزع عند افتقاده [16].
جاء في إرميا: "إذا اختبأ إنسان في أماكن مستترة، أفما أراه أنا يقول الرب؟ أما أملأ أنا السماوات والأرض يقول الرب" (إر 23: 24). ويقول المرتل: أيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟" (مز 139: 7) هل يوجد مكان فيه يتجنَّب الإنسان روح الله؟ هل يوجد موضع يختفي فيه الإنسان من الحضرة الإلهية؟ شعور الخاطئ بالرغبة في الهروب من روح الله أو وجهه، أمر يرجع منذ سقوط آدم وحواء، إذ حاولا باطلًا الهروب من خالقهما. هذا الشعور صار غريزيًا في حياة الإنسان، يظهر بوضوح حين يرتكب طفل خطأ ما يحاول الاختفاء من والديه. يليق بنا أن ندرك أن الله في محبته يتنازل ويرغب في اللقاء بنا حتى ندرك حنوه، ونطلب الرجوع إليه.