أن الذي تكمن سعادته في تكوين صداقات مع الأثرياء الأشرار، واشتراكه في ولائمهم وحفلاتهم، سرعان ما يكتشف حماقته حينما يسقط في ضيقة، فيتخلّون عنه، كمن لم يسبق لهم معرفته. وأحيانًا يتهمونه ظلمًا ويشتهون تدميره. الخطر الحقيقي لا يصدر عن الثروة التي بين أيديهم، إنما عن الاتجاه الطبيعي للساقطين في محبة المال واكتناز الثروة.
أحد ثمار خطية آدم، أن نسله صار يميل إلى عبادة ما هو صالح عوض عبادة خالقها، إذ لم يعد يُمَيِّز بين العطية والعاطي. الثروة في ذاتها ليست مشكلة. إنما تصير خطرًا متى وُجِد الجشع، وكأن القلب الفاسد هو مصدر مشكلة الإنسان مع الثروة.