وهب الله أغلب الكائنات أن يحب الكائن ما يشبهه. بهذا تكوَّنت الأمم والقبائل، إذ يتعايش ويتعاطف الشعب معًا بسبب وحدة اللغة وتشابه اللون والثقافة. وفي مملكة الحيوانات نراها تخرج معًا، فالأسود تسير معًا في قطيع واحد، وهكذا النمور والدببة والغزلان، ولا نجد حملا يرعى بين الذئاب أو الثعالب، ولا قطة بين ثعابين أو حمامة تطير في سرب غربان. فلا ندهش إن رأينا جماعات من نوعٍ واحدٍ من الطيور تتطير معًا وتهاجر معًا أيضًا وفي هجرة الأسماك تنطلق الأسماك من نوعٍ مُعَيَّن معًا. أما في كنيسة العهد الجديد، فيتعاطف البشر معًا ليس على أساس وحدة اللغة ولا لون البشرة ولا الثقافة، إنما يتَّسِع قلب المؤمن مُتعاطِفًا بني البشر، مشتهيًا أن يصير الكل أيقونة الله ويصير العالم كله "أمة مقدسة" (1 بط 2: 9)؛ أي مملكة الله الواحدة.