ترجم ابن سيراخ هذه الحياة خلال السلوك العملي للمؤمن حتى يتقبَّلها الجميع: اليهود والأمم. ما يشغله هو أن يجتذب إلى الله الفلاسفة من الأمم وقادة اليهود، فقدَّم الوصايا الخاصة بالطهارة بأسلوبٍ يَقْبَله حتى غير المتديِّنين. لكن واضح أن ما في ذهنه هو أن القداسة هي تمتُّع بصورة القدوس في حياتنا الداخلية، والأسرية، وفي معاملاتنا مع أصدقائنا، بل وفي الطريق وأثناء العمل. بهذا يتهيَّأ المؤمن للشركة مع القدوس، وينمو فيها يومًا فيومًا. ما يشغل قلب ابن سيراخ وفكره أن يتمتَّع المؤمن بالنعمة الإلهية التي تعمل في قلبه وفكره وكل طاقاته كما في علاقته بالآخرين سواء على مستوى الأسرة أو الأقرباء أو الأصدقاء أو المجتمع الديني أو الوطن أو البشرية ككل.