رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاح الله وأنقياء القلب إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب. ( مز 73: 1 ) يقول آساف في مزمور73: 1 «إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب». وهذا معناه أن الله صالح بصفة خاصة للأنقياء القلب من شعبه. وأنهم هم ـ بشكل خاص ـ الذين يشعرون بصلاح الله. والقلب في مزمور73 له مكان هام، حيث يَرِد في المزمور ست مرات (ع1، 7، 13، 21، 26). ومن كلمة الله نتعلم كيف أن الله يهمه حالة القلب فوق كل شيء. قال الحكيم: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). ويمكننا أن نفهم معنىً جميلاً لنقاوة القلب في قول داود: «مَن يصعد إلى جبل الرب؟ ومَن يقوم في موضع قدسه؟»، ويُجيب عن تساؤله: «الطاهر اليدين، والنقي القلب». ثم يَردف قائلاً: «الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل (الأوثان)، ولا حَلف كذبًا» ( مز 24: 3 ، 4). ومن هذا نفهم أن النقي القلب ليس عنده تزييف ولا غش، سواء في علاقته مع الله أو مع الناس. ولقد قال المسيح في موعظته على الجبل: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله» ( مت 5: 8 ). وما أجمل أن يكون لنا هذا القلب المُخلِص البسيط غير الموزع، الذي يهمه في المقام الأول مخافة الله كقول داود النبي: «وحِّد قلبي لخوف اسمك» ( مز 86: 11 )، وكقول الرسول يعقوب: «نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين» ( يع 4: 8 ). إن الذي له مثل هذا القلب النقي، يمكنه بحسب كلام المسيح هنا أن يرى الله. وعندما يرى الله فإنه لن يقول قط «زكَّيت قلبي باطلاً» ( مز 73: 13 )، بل سيتيقن أن أفضل شيء في الوجود هو نقاوة القلب، التي تعطيه أن يُعاين الله. ليس معنى ذلك أنه سيرى الله بعينيه الجسديتين، فالكتاب المقدس يعلِّمنا أن «الله روح» ( يو 4: 24 )، وبالتالي فإنه غير منظور ( كو 1: 15 )، ولا يُرى ( 1تي 1: 17 )؛ بل إنه سيراه بعين القلب. ولهذا كان شرط الاستمتاع برؤيته هو نقاوة القلب. ويمكن القول إن صلاح الله يظهر في كل الظروف، ولكن المشكلة تكمن في القلب. فعندما يكون القلب نقيًا فإنه سيشعر بصلاحه، ويسعد حقًا به. |
|