ولو بحثنا في الكتاب المقدس، لوجدنا أن كلمة "وباء" وردت أكثر من مرة، ولو تعمقنا في مناسبات وأحداث تلك الأوبئة لوجدنا أنها جاءت تعبيرًا عن غضب الرب في حينه، ومن أجل التأديب وليس الهلاك، جاءت من أجل التوبة والعودة الى الله كما تتجلى دعوة إرميا النبي في دعوة أهل اورشليم للتوبة والعودة الى الله.
يذهب البعض في هذه الأيام ويقولون أنها من علامات نهاية الأزمنة، ولكن من الواضح أنها تأنيب وتأديب لهذا النظام العالمي المتمرد والمتغطرس، ليشعر زعماء هذا الدهر، بهشاشة قدرتهم وعجزهم ومحدوديتهم أمام هذا الفيروس الذي لا يرى، وإلى شعوب الأرض التي انشغلت بالماديات والأرضيات وتركت الروحانيات والسماويات، ليشعروا أنهم حادوا عن طرق الرب وسبله المستقيمة. إنه دعوة للجميع للاستيقاظ والتوبة والعودة إلى الله، وذلك بنبذ رذائل هذا العالم، والتطلع الى ما هو فوق الكلي القدرة، فهو المعين في وقت الضيق وعلينا أن نسارع وندعوه قائلين: يا رب لا تقف بعيدًا عنا، تعال لنجدتنا، تعال ولا تبطىء، فقد وصلتنا رسالتك.