رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ بِقَوْلِهِ ” لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ ” ؟ ( مر 3 : 21 ) ” وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ:«لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ ” ( مر 3 : 18 ) كان الفريسيون يسألون السّيّد المسيح عن سبب عدم صيام تلاميذه، فوضّح ذلك من خلال المثل الّذي قدّمه ” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. ” ( مر 3 : 19-20 ) شبّه المسيح نفسه بالعريس، والتّلاميذ هم أصدقاء العريس، فهم لا يستطيعون أن يحزنوا ما دام العريس في وسطهم، فالصّوم هو تعبير عن الحزن، ولكن عندما يرفع العريس عنهم أي قصد بذلك صلبه وقيامته وصعوده للسّماء فحينئذٍ يصومون تعبيراً عن شوقهم وحزنهم لذهابه عنهم فالفرّيسيّون لا يستطيعون فرض ناموسهم الحرفيّ في الوقت الّذي جاء به المسيح ليحرّرهم من حرف النّاموس ويبدأ عهداً جديداً هو عهد النّعمة، يجدّد فيه الإنسان ويحرّره من الإنسان العتيق، فيصبح قادراً على تقبّل الوصايا الجديدة، إذ لا يمكن لشخص يهوديّ يمارس فرائض النّاموس بحرفيّتها أن يقوم بالوصايا حسب المفهوم الجديد، فلا يمكنه الصّوم حسب المفهوم المسيحيّ قبل أن يتحرّر من النّاموس |
|