يا لسمو نعمة الله التي أُعطيت للرسول بولس! فإن هذا الذي كان قبلاً مُجدِّفًا ومُضطهدًا لكنيسة الله، أصبح الآن إناءً مُكرَّسًا للمسيح وللكرازة بغناه الذي لا يُستقصى. وما أجمل الوداعة والتواضع اللذين زيَّن الله بهما هذا الرسول المغبوط، فإنه إذ يتحدث عن نعمة الله العاملة فيه، كواحد من المؤمنين يقول بأنه: «أَصغرَ جمِيعِ القِدِّيسِينَ» ( أف 3: 8 )، كما أنه عندما يتحدث عن خدمته كواحد من الرسل يقول: «لأَنِّي أَصْغر الرُّسُلِ» ( 1كو 15: 9 ). ولكنه عندما يشير إلى نفسه كواحد من البشر يقول بأنه أول الخطاة: «الْخُطَاةَ الَّذِينَ أولهُمْ أَنَا» ( 1تي 1: 15 ). ليتنا نتمثَّل بالرسول بولس في تواضعه، بل بالحري بالرب يسوع نفسه الذي يدعونا قائلاً: «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتوَاضِعُ القَلْبِ» ( مت 11: 29 ).