منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2023, 02:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

يد عوضاً عن يد




يد عوضاً عن يد


حكى لي الأخ ناصر الديري هذه القصة الحقيقية، فقال:

كنت أعرف كثيرًا عن الكتاب المقدس عن طريق مدارس الأحد، ولكنها كانت معرفة ذهنية فقط· ثم سافرت إلى إحدى دول الخليج العربي، وعملت بمؤسسة لإصلاح السيارات، مُلحق بها قسم لبيع قطع الغيار، وبمؤخِّرتها كان هناك سكن للعاملين وكانوا من جنسيات مختلفة·

وفي صباح يوم من أيام الصيف، استيقظت على صوت أحد العاملين يقول: "ميرزا ميرزا إيدر أوّ جَلدِي جَلدِي" (وهي تعني ميرزا ميرزا تعال هنا بسرعة بسرعة باللغة الهندية الأوردو)·

سمعت صوت ميرزا يُجيب على المنادي، ولكن سمعت أيضًا أصوات أقدام في الخارج، أصوات أحذية ثقيلة كأنها تدكّ الأرض دكًّا وتزلزل السكن· قُمت فزعًا، فإذ بي أرى مجموعة من جنود الشرطة يُمسكون ميرزا بعنف، البعض يجذبونه والآخرون يدفعونه حتى كاد يسقط على الأرض· أخذوه إلى سيارة الشرطة وانطلقوا، ونحن نراقب الموقف دون أية كلمة، حتى اختفت السيارة· فالتقطنا أنفاسنا وسألنا الذي نادى على ميرزا: ماذا حدث؟ فقال: ربما يكون هناك شك في أن ميرزا هو الذي سرق خزينة المؤسسة منذ يومين·

معقول؟! معقول؟! هل هذا معقول؟! "استُر يا رب"· هذا ما قُلناه ونحن في دهشة: أحدنا يقول: "يا رب استُر"، وآخر يقول: "الآن تأتي الشرطة وتبهدلنا"، وثالث يقول: "ربما يأخذونا إلى المغفر ويستجوبوننا· يا رب استُر"·

بعد قليل، نزلنا إلى العمل، وهناك سمعنا أن ميرزا سقى الحارس كوبَ عصيرٍ به منوِّم، ثم أطفأ النور وربط الحارس بالحبال، بعد أن وضع لاصق على فمه، وأخذ من جيبه المفاتيح، وفتح الغرفة التي بها الخزينة، ثم قام بكسر الخزينة الحديدية، وأخذ منها النقود· ولكن أثناء كسر الخزينة تمزَّق القفاز الذي كان يرتديه لإخفاء بصماته، فتركت أصابعه بصمات على الخزينة، وهكذا استدل رجال الشرطة عليه· هذا ما قاله لنا المحاسب "صدر الزمان نذرور"·

آه آه·· إن الأمر حقيقة وليس شكًا·· يا لها من حقيقة مُرَّة·· إنها سرقة·· إنها سرقة بالإكراه، عقوبتها·· عقوبتها قطع اليد· يا لها من أيام تعسة·· بل تعسة جدًا·· ألا يكفي نار الحر؟! ألا يكفي العمل الشاق؟! ألا تكفي المُعاملة الجافة من أصحاب العمل؟!·· يا رب قصِّر هذه الأيام · قلت ذلك وأنا أشعر بمرارة وحزن ثقيل· لكني عُدت لأشجِّع نفسي وأقول: "يجب على المُخطئ احتمال العقوبة·· يجب على المُخطئ احتمال العقوبة"، وأخذت أُردد هذا الكلام·

مرَّت الأيام ثقيلة·· ثم صدر الحكم·· ثم تصدَّق عليه·· ثم عرفنا أن يوم الجمعة المُقبل بعد الظهر في الموضع المحدَّد·· سيُنفَّذ الحكم في ميرزا لأنه يعيث في الأرض فسادًا·

اقترح أحد الزملاء الذهاب إلى ميرزا لتشجيعه حتى بالنظرات من بعيد، وقد كان كذلك؛ في اليوم المُحدَّد ذهبنا ووقفنا من بعيد·

ظهر ميرزا مُمسِكًا بيد الحرَّاس، على وجهه اصفرار الموت، مُنكَّس الرأس، خائر القوى· نودي عليه لتنفيذ الحكم، و··· اسمح لي عزيزي أن لا أسترسل في وصف مشاهد تنفيذ الحكم لأنها مؤلمة جدًا جدًا·

قُطعت يد ميرزا، لُفّت في قماش· أُعطِىَ حاملها إذن كتابي بدفن اليد المقطوعة· وأُسدل الستار الأسود على المشهد، لكنه لم يُسدَل على ذهني وخيالي·

بعد لحظات قلت لنفسي: "ماذا لو كُشفت خطاياي أمام الله؟ كل خطاياي التي فعلتها بيدي ولساني وفكري وعيناي و···؟ كم جُزء من جسدي سوف يُقطع؟ من الرأس إلى باطن القدم سوف يُلقى في نار جهنم إلى أبد الآبدين"· وظلت صورة ذراع ميرزا الممدودة، ويده المقطوعة تكاد تتجسَّم أمامي، ولم أستطع إخفاءها· ولكن سرعان ما شعرت كأن ذراعي أنا قد مُدَّت، ويدي أنا قد قُطعت، مثل ما حدث في ميرزا·

أغمضت عيني وأنا في إعياء شديد، وسرعان ما شعرت كأن يدًا تجذب يدي وتطوي ذراعي وينفرد ذراع آخر ويد أخرى لتأخذ العقوبة عوضًا عني·

قُلت لنفسي: ليته يحدث هذا، لكنه لا يوجد بين الناس إنسان يستطيع أن يفعل هذا· ثم لماذا يفعل هذا ·· لا لا لا ·· لا يوجد·

أخفيت رأسي بين يديَّ واستسلمت لحزن ويأس شديد، لكن صوتًا خفيًا داخلي قال لي: لكن ما لا يمكن أن يفعله الناس، فعله الله في شخص ربنا يسوع المسيح على الصليب، حين مدَّ يده لتُسمَّر بدلاً عني، بل ذاق بنعمة الله الموت لأجلي·· لأجلي أنا·· واحتمل عقوبة خطاياي؛ أنا الذي كنت دائمًا أقول: يجب على المخطئ احتمال عقوبة خطاياه· وتذكَّرت كثيرًا ما سمعته عن الرب يسوع في مدارس الأحد، وقادني الروح القدس لكي أُدرك أنني مُخطئ في حق الله· أدركت أنه كان يجب أن آخذ عقوبة خطاياي وهي الموت الأبدي، لكن الرب يسوع حملها عني في جسده على الخشبة· ثم جَرَت دموع غزيرة من عيني وأنا أصرخ من عُمق نفسي: أشكرك يا ربي يسوع لأنك حملت عقوبة خطاياي، أشكرك لأنك أنقذتني ·· أنا راجع إليك بكل قلبي، نادمًا على خطاياي، واثقًا أنك تغفرها لي وتُعطيني حياة أبدية ·· لك كل المجد·
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عوضاً عن أيام حزنكم عوضاً عن قسوه العالم
مات عوضاً عنا
فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟
جعلت لك كل يوم عوضاً عن سنة
جمالاً عوضاً عن الرماد


الساعة الآن 03:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024