إنّه الزمن المبارك، زمن مجيئك يا أيّها الملك السماويّ، زمن حلولك بيننا. ها نحن نستعد، كلٌّ كما يشاء: منّا من يزيّن منزله بشجرة ومغارة تشبه مغارة وُلدتَ فيها في بيت لحم، منّا من يهيّئ عشاء الميلاد لتجتمع العائلة كما عائلة الناصرة، ومنّا من يشترى هدايا نتبادلها في ليلة الميلاد، رمزٌ لهديّة الآب العظمى التي وهبنا إيّاها برحمته، دون استحقاق ودون ثمن. نستعدّ للقياك، وكلّ شيء يتوقّف حينما نضحي جاهزين للقياك، يا نبع العطاء، ومحور كلّ لقاء محبّة، يا هديّة فريدة وهبت ذاتها لنا، في تلك الليلة الباردة، ليلة الميلاد. ها نحن نجثو أمام سرّ تجسّدك، نقدّم لك هذا المساء وكلّ مساء صلواتنا، أفكارنا وأعمالنا، فافعل بها ما تشاء لتضحي طاهرة مقدّسة. نضع أمامك كلّ الإساءات التي صدرت عنّا بإرادة أو دون وعي منّا، تجاهك أو تجاه الآخرين.