[ لكي تعرف يسوع ] فهو يقول الآتي:[ إذا ما كرس الإنسان حياته لعملٍ ما، كأن يصل إلى ما وصل إليه شخصٌ آخر، أو أن يطوَّر عملاً من الأعمال، أو أن يجاهد في إنجاز أمر يخصه، نراه يجدد نفسه ويبسطها ويوجدها، فيحيا داخل هذا العمل ويلبسه لبساً. وهذا ما ينطبق تماماً على من يطلب معرفة يسوع، إذ يجب أن نغلق على أنفسنا في يسوع، وندمج فيه كل الناس الآخرين، وكل شيء آخر. وهكذا تثمر معرفتنا نعمة تفيض على العالم بطريقة غير منظورة.
يا مخلصي ... لديَّ الكثير لأبحثه بخصوصك. فلقد قرأت عنك الكثير، وسمعت عنك الكثير، بل وتكلمت عنك كثيراً، ولكني أحب الآن أن ألتصق بك وأغلق كتبي. ليت الحواجز التي بيننا ترتفع إلى الأبد ... ليتني آتي إليك ... ليتني أمتص وأُبتلع في محضرك ... ليت قلبك فقط هو الذي يُخاطب قلبي !
ربي يسوع
كيف يصغي قلبي إلى قلبك بينما ترتفع أصوات المعلمين والكتبة يتناقشون بحدة عن اسمك ؟ وهل يُمكنني أن أسمع صوتك الهادئ في الخفاء دون أن تعصف به هذه الضجة الصاخبة ؟
أنني أردد كلمات المجدلية في البستان : " أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه؟ قل لي أين وضعته وأنا آخذه " (يوحنا20: 13 – 15). هذا ما أُريد أن أفعله يا رب، أن آخذك بعيداً عن صخب العلوم ومجادلات الحكماء، وأيضاً عن غيرة التلاميذ المُرّة " من منا يكون الأعظم " (لو22: 24). دعني أحبك وأعبدك، دعني أراك وأحادثك يا ربي.
هذا الحضور، وهذا الالتصاق الذي أنشده، سوف أحصل عليه منك شخصياً أيها الرب. فأنت تستطيع أن تظهر لي بصورة جديدة لا علاقة بها بالماضي، كما أنك تستطيع أن تجعل حياتك على الأرض حاضرة وحقيقية وجديدة بالنسبة إليَّ. أنت تستطيع أن تكتب في قلبي [ سيرة حياة يسوع ] القديمة والجديدة في آنٍ واحد .
ربي ... أكشف لي ذاتك كيسوع الأناجيل، ويسوع معاصري ورفيقي ] (عن كتاب: يسوع ... حوار مع المخلّص – تأليف راهب من الكنيسة الشرقية [الأب ليف جيليه] – الطبعة الخامسة؛ إصدار كنيسة مار جرجس باسبورتنج ، أودع بدار الكتب تحت رقم 6363 لسنة 1975)